جيريمي كوربن عمالي متمرد تجنب السقوط في فخ بريكست

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تجنب رئيس حزب العمال البريطاني المناهض لأوروبا جيريمي كوربن التطرق في شكل مباشر إلى قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مؤثرا التركيز على الشأن الداخلي، واستطاع أن يسجل حتى الآن نقاطا لصالحه.بعد بدايات صعبة، بسط كوربن الذي يناهز السبعين هيمنته على حزب بات يضم اليوم أكثر من نصف مليون عضو بينهم ناشطو حركة "مومنتوم" المؤيدون له بشدة ويعتبرون الجناح اليساري في الحزب.وقال تيم بيل الأستاذ في جامعة كوين ماري في لندن لفرانس برس إن كوربن "يسيطر في شكل تام على الحزب باستثناء ما يتصل بقضية بريكست"، فقبل ستة أشهر من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "فإن القاعدة وبعض النقابات تود بوضوح أن يطور حزب العمال موقفه عبر محاولة وقف بريكست بتأييد اجراء استفتاء ثان".لم يتحدث القيادي العمالي كثيرا حتى الآن عن القطيعة مع الاتحاد الأوروبي، تاركا الأمر لمرجع الحزب في هذا الملف كير ستارمر ومفضلا التركيز على الموضوعات الاجتماعية مثل مكافحة البطالة او الفقر.وقال اناند مينون أستاذ السياسة الأوروبية في كينغز كولدج في لندن لفرانس برس "لا اعتقد أن ملف بريكست يريحه، لا اعتقد أنه يرغب في التحدث عنه".وإذ دافع عن الاستثمارات العامة واعادة بعض القطاعات الى حظيرة الدولة مثل السكك الحديد ومراقبة الايجارات، ركز كوربن على تدابير التقشف التي اتخذتها الحكومة المحافظة برئاسة تيريزا ماي.ولد كوربن في 26 مايو 1949 وطور حسه بالالتزام السياسي منذ شبابه بين والديه، وهما مهندس ومعلمة التقيا بمناسبة تظاهرة ضد الحرب الأهلية الإسبانية.نشأ في غرب إنكلترا، ولم يبد في صغره أي ميل إلى الدراسة. وبعد حيازته البكالوريا، غادر سنتين إلى جامايكا لحساب جمعية خيرية. وعند عودته، أقام في حي آيلينغتون بشمال لندن، الذي كان في ذلك الوقت معقل الحركة الاحتجاجية اليسارية.وهو نائب منذ 1983 عن هذه الدائرة حيث لا يزال يسكن منزلا متواضعا مع زوجته الثالثة، وهي مكسيكية تصغره بعشرين عاما، ويعيش نمط حياة بسيطا. وهو أب لثلاثة أولاد.وصرح كوربن النباتي لصحيفة "ذي غادريان" العام 2015 بانه يمارس حياة "عادية جدا" ولا يزال يتنقل مستخدما دراجته الهوائية.هذا الرجل الذي يجسد الجناح اليساري للحزب خاض معارك لفرض حضوره بعد اعوام هيمن خلالها الجناح الوسطي الذي أرساه توني بلير.بدأ يواجه المتاعب في أعقاب انتخابه على رأس الحزب عام 2015، حين أدرك أن قسما من جهاز حزبه لن يقبل أبدا بأن يقوده متمرد صوت 533 مرة ضد منهاج الحزب منذ 1997.تلت ذلك أشهر طويلة من الخلافات والسجالات. وبلغ التمرد ذروته بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، حين واجه كوربن تصويتا بحجب الثقة عنه بعد اتهامه بعدم بذل جهود كافية لمنع بريكست.ورغم أنه احدث مفاجأة في يونيو 2017 عبر فوزه في الانتخابات وتمكنه من تحقيق نتيجة افضل لحزبه، لم يتمكن من الحاق الهزيمة بالحزب المحافظ المنقسم حول ملف بريكست.ففي الانتخابات المحلية في مايو 2018، حقق المحافظون نتيجة افضل من المتوقع واقر كوربن بخيبة أمله.ويؤكد ستيفن فيلدينغ استاذ التاريخ السياسي في جامعة نوتينغهام لفرانس برس ان "جيريمي كوربن لا يزال خلف تيريزا ماي" في استطلاعات الرأي وليس الاوفر حظا لتولي رئاسة الوزراء.والواقع أن تموضعه اليساري قد ينفر الناخبين الأكثر اعتدالا، كما أن اتهامه بمعاداة السامية داخل حزبه يزيد من صعوبة مهمته، هو المدافع منذ وقت طويل عن القضية الفلسطينية.

مشاركة :