يترقب المواطنون والمقيمون في قطر، الخطاب السنوي الذي سيلقيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، غداً الثلاثاء، أمام الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يُرتقب أن يحمل رسائل سياسية قوية إلى العالم حول موقف قطر من استمرار الحصار المفروض عليها منذ عام و4 أشهر كاملة، وتحركات دولة قطر لكسر انتهاكات دول الحصار، موازاة مع التذكير بأهم الثوابت وقناعات قطر ومواقفها من آخر التطورات على الساحة الإقليمية والدولية. يرأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفد قطر في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستُعقد في مقر المنظمة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية. وسيلقي صاحب السمو خطاباً في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة غداً الثلاثاء، بحسب ما أكدته وكالة الأنباء القطرية (قنا). «خطاب الثبات والاعتزاز» محفور في ذاكرة القطريين مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والخطاب المرتقب لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تعود ذاكرة المواطنين والمقيمين على أرض قطر إلى لحظة تاريخية، ستظلّ محفورة في تاريخ البلاد، وترمز لإرادة التحدي وكسر الحصار، وتأكيد الثبات على المواقف، والتفاف المجتمع القطري من مواطنين ومقيمين، خلف قيادة حضرة صاحب السمو، في خطوة مثّلت صفعة لدول الحصار التي كانت تراهن على بث شائعات، تراهن عليها لإثارة القلاقل، والترويج لأكاذيب تزعم أن الشعب القطري منفصل تماماً عن قيادته في مواجهة الحصار. سيظل خطاب حضرة صاحب السمو أمام الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة عالقاً في أذهان العالم، بعد تلك الهبة الشعبية التي شهدتها قطر، بخروج المواطنين والمقيمين إلى الشوارع لاستقبال حضرة صاحب السمو، وفاء وعرفاناً لعبارته التي أطلقها في خطابه الشهير، معلناً اعتزازه بالمجتمع القطري مواطنين ومقيمين. وفي خطابه التاريخي ذاك، أكد حضرة صاحب السمو موقف قطر المبدئي الداعي للحوار لحل الأزمة الخليجية، دونما شروط تفرض إملاءات على السياسة الخارجية لبلاده. كما أكد انفتاح قطر على أسواق جديدة عبر قارات العالم، بما يحقّق لقطر رهان الاكتفاء الذاتي. وحمَل الخطاب رسالة اطمئنان للشعب القطري، ورسالة تقدير للمقيمين على أرض قطر، عندما أعلن حضرة صاحب السمو اعتزازه بالمواطنين والمقيمين على حدّ سواء، قائلاً: «اسمحوا لي أن أعبر عن اعتزازي بشعبي القطري، ومعه المقيمون على أرض قطر من مختلف الجنسيات والثقافات، لقد صمد هذا الشعب في ظـروف الحصار، ورفض الإملاءات بعزة وكبرياء، وأصر على استقلالية قرار قطر السيادي»؛ مقولة فجرت تفاعلاً لافتاً في الشارع القطري، وتوّجت باستقبال جماهيري لأمير قطر لدى عودته إلى بلاده. فلسطين.. «أم القضايا» حاضرة يستمد الخطاب المرتقب لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أهميته وقوته من كونه أحد أهم الخطابات الرسمية السنوية التي يحدد فيها صاحب السمو مواقف دولة قطر من التطورات الجارية على الساحة الدولية، ويذكّر بالخطوط العريضة للسياسة الخارجية القطرية، إلى جانب الخطاب السنوي الذي يلقيه صاحب السمو في الافتتاح الدوري السنوي لمجلس الشورى. ويُرجّح أن يتناول الخطاب رؤية قطر وموقفها من الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، وصولاً إلى قرار الإدارة الأميركية بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في نيويورك. ومثل كل خطاباته السابقة، بات من الثوابت أن يخصّص حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، نصيب الأسد من خطابه للحديث عن القضية الفلسطينية؛ لتأكيد دعم قطر الثابت للفلسطينيين على اختلاف فصائلهم، وتجديد الدعوة للمصالحة الفلسطينية، بوصفه الخيار الأمثل لأي حل يضمن حقوق الفلسطينيين أمام استمرار الغطرسة الإسرائيلية. كما يُرتقب أن يتناول الخطاب التطورات الأخيرة في سوريا واليمن، وصولاً إلى ليبيا، وباقي القضايا الإقليمية والدولية. يد ممدودة للحوار.. رغم تعنّت «الأخ الجار» يرتقب أن تنال الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو 2017، نصيباً وافراً من خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى. وسيقدم صاحب السمو، كشف حساب لانتهاكات دول الحصار منذ نحو عام و4 أشهر، لم تُبدِ خلالها الدول المحاصرة أية نية للجلوس إلى طاولة الحوار، والاستجابة للنداءات الدولية التي تطالبها بوقف انتهاكاتها، ووضع حدٍّ لممارساتها التمييزية والعنصرية ضد المواطنين والمقيمين في قطر، بل وحتى شعوب دول الحصار، التي تضررت كثيراً من قرارات قيادتها! وإن كان صاحب السمو، لم يوفر مناسبة لتأكيد استعداد قطر لحوار صريح وشفاف ومباشر، دون إملاءات أو محاولة لتركيع دولة قطر، فإن دول الحصار التزمت بالمقابل منطق «حوار الطرشان»، بل واستمرت في تعنّتها وتجاهلها للتحذيرات الأممية، على شاكلة التقرير الذي أصدرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وضاربة عرض الحائط بقرارات القضاء الدولي، كما هو حال قرار محكمة العدل الدولية، الذي أدان انتهاكات الإمارات العربية المتحدة بحق المواطنين القطريين. أهمية خاصة قبيل قمة خليجية - أميركية مرتقبة يحمل توقيت الخطاب ومكانه أهمية بالغة، حيث يأتي قبيل قمة مرتقبة بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج ما بين أكتوبر-ديسمبر المقبلين. ولم يصدر -حتى اليوم- أي تأكيد رسمي بشأن انعقاد القمة الأميركية-الخليجية وموعد انعقادها، برغم تصريحات القائم بأعمال السفارة الأميركية السابق في قطر، وسفير واشنطن لدى الكويت، وتطمينات القيادة الكويتية، التي لا تزال مصرّة على مواصلة جهود الوساطة لحل الأزمة المستعصية بين «الأخوة الفرقاء» في البيت الخليجي. وتبقى الآمال معلّقة على تحرك جدي للرئيس الأميركي دونالد ترمب -الذي يملك مفاتيح الحل في نظر الكثيرين- عبر الضغط وإجبار قادة دول الحصار على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لحل أزمة اعترف المسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترمب أنها أضرّت بجهود الحرب الدولية ضد التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم.;
مشاركة :