تدخل الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على بضائع صينية مستوردة حيز التنفيذ الاثنين، ومن المتوقع أن ترد عليها الصين بتطبيق رسوم جمركية بنسبة 5 أو 10% على واردات سنوية من المنتوجات الأمريكية. وهو ما ينبئ باندلاع حرب تجارية بين واشنطن وبكين ، وهو ما ذهب إليه رئيس قسم الاقتصاد في وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني الذي صرج بأن "الحرب التجارية باتت واقعا". تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع دخول رسوم جمركية أمريكية جديدة حيز التنفيذ الاثنين على بضائع صينية مستوردة، يتوقع أن ترد عليها الصين بإجراء مماثل يستهدف بضائع أمريكية، ما يزيد المخاطر على النمو العالمي. وخلافا لتحذيرات العديد من الخبراء الاقتصاديين والشركات، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبارا من الساعة الساعة 00:01 (4:01 ت غ) الاثنين رسوما جمركية مشددة بنسبة 10% على ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الصينية. ومن المتوقع أن ترد بكين على الفور بتطبيق رسوم جمركية بنسبة 5 أو 10% على واردات سنوية من المنتجات الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار، في تصعيد للحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم. وعلق رئيس قسم الاقتصاد في وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني أن "الحرب التجارية باتت واقعا". وما يزيد من تعقيدات الوضع أن الحوار يبدو مقطوعا بين الطرفين. وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن بكين ألغت زيارة مقررة لوفد من المفاوضين الصينيين في 27 و28 أيلول/سبتمبر إلى واشنطن، كما أن مفاوضات سابقة جرت في أواخر آب/أغسطس لم تسفر عن نتيجة. ورأت "فيتش" الجمعة أن "سياسات الولايات المتحدة التجارية الحمائية بلغت نقطة باتت فيها تؤثر فعليا على آفاق نمو عالمي لا تزال قوية"، وقد خفضت الوكالة توقعاتها للنمو في الصين إلى 6,1% هذه السنة، بتراجع 0,2 نقطة مئوية عن توقعات حزيران/يونيو ، فيما باتت تتوقع نموا عالميا بنسبة 3,1% عام 2019 بتراجع 0,1 نقطة مئوية. ولفتت فيتش إلى أن النمو الاقتصادي في العالم "أقل توازنا وأقل تناغما". ويطالب ترامب منذ أشهر الصين بوضع حد لممارسات تجارية يصفها بأنها غير نزيهة، وينتقد بصورة خاصة إرغام الشركات الأمريكية الراغبة في الدخول إلى السوق الصينية على تقاسم مهاراتها التقنية مع شركاء محليين، متهما الصين بـ"سرقة" الملكية الفكرية. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأحد لشبكة "فوكس نيوز" إن "الحرب التجارية التي تخوضها الصين ضد الولايات المتحدة مستمرة منذ سنوات". وتابع "سنحقق نتيجة ترغم الصين على التصرف بالشكل الذي نتوقعه من قوة، قوة عالمية" بما يضمن "الشفافية ودولة القانون. لا يمكن سرقة الملكية الفكرية". وتفرض واشنطن منذ آذار/مارس رسوما جمركية مشددة على واردات الصلب والألمنيوم بنسبة 25% و10% على التوالي، مبررة هذا الإجراء بدواعي "الأمن القومي". وما يزيد من المخاطر على التوسع الاقتصادي دخول ترامب في نزاع تجاري مع كل الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة. وتم التوصل في الوقت الحاضر إلى هدنة هشة مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك، لكن الإدارة الأمريكية تجري مفاوضات صعبة مع كندا. ويبدو الآن أن اليابان التي تسجل الولايات المتحدة تجاهها عجزا تجاريا بقيمة 56,6 مليار دولار، باتت هدفا لترامب. وبعث عملاق التوزيع "وولمارت" رسالة مؤخرا إلى إدارة اترامب حذر فيها بأنه في حال فرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الصينية، فقد يعمد إلى زيادة أسعاره على مجموعة واسعة من المنتجات التي تتراوح بين المواد الغذائية من أسماك وصلصة الصويا والطحين وغيرها، إلى لوازم العناية الشخصية والصحة مثل الشامبو والصابون وأدوية التنظيف. وتتزايد مخاوف أوساط الأعمال مع تهديد ترامب باستهداف منتجات صينية إضافية بقيمة 267 مليار دولار إن ردت بكين على الرسوم المفروضة على 200 مليار دولار من بضائعها. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 24/09/2018
مشاركة :