الرياض 14 محرم 1440 هـ الموافق 24 سبتمبر 2018 م واس وضع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله - صانع أعظمَ وحدة حقيقة في التاريخ العربي الحديث ومؤسس (المملكة العربية السعودية)، اللبنات الأولى للطيران المدني في مملكته الفتية وأسهم في إرساء قواعد صناعة الطيرانِ المدني بها، وأدركَ المؤسس في وقت مبكر بأهميةَ هذه الصناعة كعنصر أساسي وضروري لنهضة هذا الوطن الذي تزيد مساحته عن المليوني كيلو متر مربع، الأمر الذي يتطلب وسائل مواصلات حديثة وسريعة تربط مختلف أرجاء البلاد المترامية الأطراف بعضها ببعض، ومن ثم بالعالم الخارجي، ومنذ عام 1945م الذي شهد هبوط طائرة مدنية من طراز "داكوتا دي سي3" في مدينة جدة، وكانت تلك الطائرة هدية من الرئيس الأمريكي روزفلت للملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - على إثر اللقاء التاريخي الذي جمعهم على متن الطراد الأمريكي (يو إس كونسي)، في بحيرات المرة الكبرى شمالي مدينة السويس، فقام المؤسس العظيم بإهداء طائرته الخاصة المهداة له من الرئيس الأمريكي إلى شعب المملكة، وبدأت رحلات داخلية بين الرياض وجدة والظهران، وبعد أشهر قليلة أمر الملك عبدالعزيز بشراء طائرتين من نفس الطراز، وشكّلت الطائرات الثلاث النواة الأولى للطيران المدني. كما عمل الملك عبد العزيز – رحمه الله - على الأخذ بوسائل التقنية الحديثة التي كانت تشهد تطورات متسارعة في الدول الغربية، فحرص على مواكبتها وتوظيفها لخدمة مشروعه الحضاري، وانصب اهتمامه بالإنسان السعودي واعتباره أساساً للاستثمارِ في محاورِ التنمية كافة، وكانت صناعة الطيران المدني من الاهتمامات التي أولها الملك المؤسس أهمية كبرى فوظفها بشكل ناجح لخدمة شعبه ووطنه وواكب تطوراتها من خلال شراء الطائرات وتشكيل أول أسطول للطائرات المدنية في المملكة، وإنشاء المطارات والمدارج، بالإضافة إلى إصدار الأنظمة التي تنظمُ الحركة الجوية في أجواء المملكة ومطاراتها، والاهتمام بالتعليم والتدريب بمجال الطيران المدني وعلومه. وبعد حصول المملكة على أول طائرة مدنية عام 1945م "1364هـ" تم إنشاء عدد من المدارج الترابية كان في مقدمتها مدارج في جدة والرياض والظهران والحوية بالطائف والهفوف وبريدة وجازان والخرج وعفيف، وكانت أول رحلة جوية قام بها الملك المؤسس في الخامس والعشرين من شهر شوال 1364هـ، الموافق 4 / 10 / 1945م وكانت من عفيف إلى الحوية بالطائف، بينما شهدت مدينة جدة أول مطار حديث ومتكامل في المملكة، الذي تم إنشاؤه في منطقة الكندرة وقد أقيم حفل افتتاحه في عام 1372هـ "1952م" برعاية الملك سعود بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وكان آنذاك ولياً للعهد. وبعدما وضع الملك المؤسس أسس بناء الدولة الحديثة، واصل من بعده أبناؤه البررة استكمال البنيان والنهضة الحضارية الشاملة، واستكملوا تطوير الطيران المدني وبناء المطارات، وافتتح الملك سعود مطار الظهران الدولي الجديد في عام 1962م الذي استمر كمطار رئيس في المنطقة الشرقية حتى تم إنشاء مطار الملك فهد الدولي في موقع آخر بالمنطقة الشرقية، وافتتح آنذاك الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في عام 1999م، بينما افتتح الملك خالد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ مطار الملك عبد العزيز الدولي في 1981م ليحل محل مطار جدة القديم، أما مطار الملك خالد الدولي الذي حلّ محل مطار الرياض القديم افتتحه الملك فهد بن عبد العزيز ـ رحمه الله- 1983م، كما افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظة الله- مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة في عام 2015م، وعمل الطيران المدني عبر تاريخه العريق على إنشاء المطارات وتطويرها حتى أضحت عدد مطارات المملكة اليوم (27) مطاراً تخدم جميع مناطق المملكة العربية السعودية. يذكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - واصلت دعمها غير المحدود للطيران المدني وتطويره، ففي 11 / 4 / 1438هـ صدر المرسوم الملكي الكريم رقم "17049" الذي قضى بفصل الجانب التشريعي عن الجانب التشغيلي في الهيئة العامة للطيران المدني، والذي يعَد أحد أهم وأبرز حدث يتعلق بهيئة الطيران المدني منذ نشأتها، وذلك بهدف تمكين الهيئة من تعميق دورها كمشرع ومنظم لصناعة النقل الجوي في المملكة. // انتهى // 15:22ت م 0121 www.spa.gov.sa/1818219
مشاركة :