قصر البارون هو قصر أثري يقع في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة في شارع العروبة تحديدًا، شيده المهندس البلجيكي البارون ادوارد إمبان، الذي جاء إلى مصر في القرن التاسع عشر.شُيد على قاعدة خرسانية محمولة على رولمان بيلي، حيث تدور على عجلات ليلف القصر بمن فيه كل ساعة ليرى الواقف في شرفته، كل ما يدور حوله ويتبع الشمس في دورانها على مدى ساعات النهار.مرت أيام قليلة على وجود البارون في مصر فعشقها لدرجة الجنون، ووصل إلى قرار مصيري بالبقاء في مصر حتى وفاته، وبناء على ذلك أمر في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتى ولو توفى خارجها، وسمي القصر نسبة لأسمه، فهو حمل لقب "بارون" الذي منحه له ملك فرنسا تقديرًا لمجهوداته في إنشاء مترو باريس حيث كان "إمبان" مهندسًا متميزًا، في ذلك الوقت الذي قرر فيه بناء القصر كانت منطقة مصر الجديدة مجرد صحراء جرداء، وعرض "إمبان" خلال هذه الفترة على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حي في الصحراء شرق القاهرة واختار له اسم "هليوبوليس" أي مدينة الشمس.قام بالتفكير في إنشاء مترو في منطقة مصر الجديدة، وجاءت له هذه الفكرة بناءً على عدم وجود وسيلة انتقال لها وأيضًا ليعمل على جذب أكبر عدد من المصريين للسكن في هذه الضاحية الجديدة، كلف المهندس البلجيكي "أندريه برشلو" الذي كان يعمل في ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحي أو المدينة الجديدة بالقاهرة، كما بدأ في إقامة المنازل بالحي على الطراز البلجيكي الكلاسيكي إضافة إلى مساحات كبيرة تضم الحدائق الرائعة، وبني فندقًا ضخمًا هو فندق هليوبوليس القديم.ولأن البارون كان مهتمًا بفن العمارة فقد اتخذ قرار بأن يقيم قصرا لا مثيل له في الدنيا كلها، فأستخدم مساحة 12.5 ألف متر لبناء القصر، الذي استلهمه من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية، فالنوافذ ترتفع وتنخفض مع تماثيل هندية وبوذية والعاج ينتشر في الداخل والخارج، ومن الداخل هو عبارة عن متحف يحتوي على العديد من التماثيل والتحف من الذهب والبلاتين، كما وهناك أيضًا ساعة أثرية قديمة يقال أنها لا مثيل لها إلا في قصر باكنجهام الملكي بلندن توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة، القصر يضم طابقين ويحتوي على 7 حجرات، وحمل أيضًا برج كبير شيد على الجانب الأيسر تألف من 4 طوابق يربطها سلم حلزوني تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام، وعلى السور والسلالم نقوش من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندية دقيقة النحت.صنعت أرضيات القصر من المرمر الأصلي والرخام، الذي تم استيرادهما من إيطاليا وبلجيكا، وتتصدر زخارفه مدخله بتماثيل الفيلة كما تنتشر أيضًا على جدران القصر الخارجية والنوافذ على الطراز العربي وهو يضم تماثيل وتحفًا نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطوري، وقد صمم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبدًا.يذكر أن الدكتور خالد العناني وزير الآثار القصر، تفقد أعمال مشروع ترميم القصر، للوقوف على آخر مستجدات الأعمال الجارية به، والتي تقوم بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع وزارة الآثار.
مشاركة :