د. فيصل مرزا: السعودية …بين رؤيتين

  • 9/24/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ان وضع المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود قواعد هذا البناء الشامخ وشيّد ثوابته وحدد مساراته، وتحولت ارض الجزيرة العربية من ارض التنافر الى ارض الطمأئنينة والرخاء، واعلن عن قيام مملكة العز والفخر في 23 سبتمبر عام 1932، سُئل الملك عبدالعزيز عن سر هذه القوة، فأجاب جلالته: “قوتي من توفيق الله ثم من ايمان شعبي”، حيث وُصف بأنه من اقوى رجال العالم لأنه استطاع بالرّغم من الإمكانيات المحدودة والظروف البيئية القاسية والمتغيرات السياسية الصعبة والمعقدة في المنطقة نجح في تأسيس وتوحيد مملكة مترامية الأطراف وفرض الأمن والأمان في جميع ارجاءها. أرسى الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ورجاله الأوفياء دعائم هذا الوطن قبل ان يُستخرج النفط بسنوات قليلة بتوفيق الله ثم بعزته، ونحن اليوم نستلهم عزيمتنا ونمضي برؤيتنا بعد 88 عاماً لنكمل مسيرة البناء بحكمة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وبرؤية عضيده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وضع رؤية 2030 بتحديات جديدة قد لاتقل صعوبةً عن التحديات التي واجهت الملك المؤسس في تحقيق اهداف مسيرته. بدأ المؤسس رحلة البحث عن النفط من مطلع عشرينيات القرن الماضي، ولم يتم استخراج النفط بكميات تجارية إلاّ في شهر مارس عام 1938 من بئر الدمام رقم 7 (بئر الخير) في شهر مارس هذا العام 2018 كانت الذكرى الـ 80 لبدء استخراج النفط في المملكة بكميات تجارية على مدى 16 عام لم يَكلّ ولم يَمل المؤسس ولم يفقد الأمل رغم الصعوبات التي واجهته ومنها: * الظروف الاقتصادية الصعبة (الكساد العالمي) * المتغيرات السياسية الصعبة في المنطقة والعالم (الحرب العالمية الأولى والثانية وتبعاتهما). * عزوف المستثمرين وتوجهاتهم للإسكتشافات النفطية في المناطق المجاورة. * العقبات الجيولوجية التي واجهت بدايات الحفر. كل تلك التحديات لم تقف أمام تحقيق رؤية المؤسس بعد توفيق الله – عاش رحمه الله حتى رأى اكتشافات النفط في حقول مهمّة اخرى بعد بئر الخير ومنها: * حقل ابقيق * حقل ابو حدرية. * حقل الغوار (أكبر حقل نفطي في العالم). رؤية المؤسس تحققت بالرغم من صعوبة الظروف المصاحبة، عمل على تحقيقها من أجل ازدهار المملكة. واليوم نحن نحتفل هذه الايام باليوم الوطني الـ 88، وعلينا ان نستذكر كفاح المؤسس في توحيد أرجاء الوطن. رؤية المؤسس تحققت بدون نفط، وها نحن نجني ثمارها بعد مضي نحو تسعة عقود. رؤية المؤسس ومن بعده أبناءه الملوك وصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وضعت المملكة العربية السعودية ضمن أقوى اقتصادات العالم (G-20) – وأصبحنا أكبر مصدّر للنفط والأعلى موثوقية. لذا وكما نجحت رؤية المؤسس في ظروف صعبة، سوف تنجح – بإذن الله – رؤية السعودية 2030 التي يقف خلفها ولي العهد وبتوجيه من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، والتي نشأت في بيئة أسعار نفط منخفضة، وتهدف لتنويع مصادر الدخل والاعتماد بشكل أقل على الإيرادات النفطية. ——————————————- دكتور فيصل مرزا مال واعمال

مشاركة :