شيع الآلاف قتلى الهجوم الذي استهدف استعراضاً عسكرياً في مدينة الأهواز، في حين توعدت السلطات الإيرانية برد ساحق على واشنطن التي نفت أي صلة لها بالاعتداء الإرهابي، وأكد مسؤول إيراني بارز أن بلاده ستحتفظ بالسيادة على إقليم خوزستان الذي تسكنه أغلبية عربية إلى الأبد. وسط انتقادات لفشل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الحيلولة دون وقوع الهجوم أو التنبؤ به، شيع الآلاف في الأهواز ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع السبت الماضي في المدينة ذات الأغلبية العربية بجنوب غرب إيران، واستهدف عرضا عسكريا وحشود المشاهدين، وأسفر عن مقتل 29 بينهم 12 من «الحرس الثوري»، واصابة 60 بجروح. وشارك وزير الاستخبارات محمود علوي في تشييع 12 جثمانا. ولم تعط السلطات أي معلومات حول هوية ضحايا الهجوم. وهتف الكثيرون «الموت لإسرائيل وأميركا». وحمل المشيعون نعوش الضحايا الملفوفة بالعلم الإيراني، ورفع الكثيرون صور صبي في الرابعة من العمر لقي حتفه في الهجوم الذي يعد أحد أسوأ الهجمات على قوات الحرس الإيراني التي تعتبر الأقوى في الجمهورية الإسلامية. وعيد واتهام وتوعد نائب قائد «الحرس الثوري» العميد حسين سلامي خلال الجنازة من يقف وراء الهجوم، وقال: «سنثأر ثأرا فظيعا من أعدائنا، وجميعهم يعرفون ذلك جيداً»، مضيفاً «رأيتم انتقامنا من قبل. وستندمون على فعلتكم». وحذر سلامي زعماء الولايات المتحدة وإسرائيل من «رد مدمر» من طهران، واتهمهم بالتورط في الهجوم الذي وقع داخل معسكر أثناء عرض عسكري بمناسبة أسبوع «الدفاع المقدس» بذكرى اندلاع الحرب الإيرانية العراقية بثمانينيات القرن الماضي. وغداة إلقاء زعماء إيرانيون كبار اللوم على دول عربية خليجية حليفة للولايات المتحدة في الهجوم الدامي الذي وجه ضربة إلى قلب المؤسسة الأمنية الإيرانية، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال مراسم الجنازة، إن على «الإرهابيين توقع انتقام إيران». واعتبر أن هدف العدو خلق حالة من الاضطراب وانعدام الأمن والقلق في البلاد، مضيفا أن «العمل الإرهابي هو في الواقع استمرار للحرب الاقتصادية للأميركيين ضد الشعب الإيراني، والتي تديرها وزارة الخزانة الأميركية». توقيف شبكة في غضون ذلك، قال وزير الاستخبارات الإيراني، إنه تم القبض على «شبكة كبيرة» من المشتبه فيهم لصلتهم بالهجوم على العرض العسكري في الأهواز مركز محافظة خوزستان. وأضاف «سنصل إلى جميع الإرهابيين الذين لهم صلة بالهجوم» الذي تبنته جماعة عربية متمردة تسعى لاستقلال الأهواز تدعى منظمة المقاومة الوطنية الأهوازية، بالإضافة إلى تبني تنظيم «داعش» له. ويقول محللون، إن الهجوم أدى إلى زيادة في دعم «الحرس الثوري» الذي سيستغله على الأرجح لإسكات منتقديه، ومن بينهم الرئيس البراجماتي حسن روحاني. وروحاني هو مهندس الاتفاق النووي الذي أبرم مع قوى عالمية في عام 2015 وأذن بفترة انفراج مشوبة بالحذر مع واشنطن إلى أن تصاعدت التوترات مجددا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران. طفل إيراني في هذه الأثناء، قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي: «إن انفصال خوزستان عن إيران حلم لا يمكن أن يتحقق»، مشيراً إلى أن حادث الأهواز تم تدبيره من خارج البلاد. وأضاف رضائي: «ليعلم الأعداء أنه، كما لا يمكن فصل الطفل عن أمه، فإن خوزستان ستبقي إلى الأبد طفلا لإيران». وتابع: «إن إسرائيل وأميركا، منذ أشهر، قامتا ببث دعايات مستخدمتين المشاكل الاقتصادية التي يعانيها الشعب، لتحريكه ضد النظام والأمن الوطني، ولكنهما فشلتا في ذلك». وأضشار إلى ان «الشعب في خوزستان، وفي طريق الثورة والدفاع المقدس، قدم الكثير من الدماء وأثبت صموده وجوده في الساحة». الأردن يدين في السياق، دانت الحكومة الأردنية، أمس، «العملية الإرهابية في الأهواز، معربة عن تعازيها للحكومة الإيرانية ولأسر الضحايا وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل. وأكدت عمّان ضرورة «استمرار العمل الدولي المشترك للقضاء على الاٍرهاب وظلاميته». انخفاض وانسحاب من جهة أخرى، توقع بين لوكوك المدير التنفيذي في «ترايفجورا» لتجارة السلع الأولية، أن تصدر إيران كميات أقل بكثير من النفط مقارنة مع التوقعات الأولية عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعيد فرض العقوبات على طهران، وقال إن ذلك سيعزز أسعار النفط. وقال لوكوك: «أعتقد أنه عندما أُعلنت العقوبات للمرة الأولى قبل عدة أشهر، كان الناس يقدرون الخفض بين 300 و700 ألف برميل يومياً»، مضيفاً «أعتقد أن التوقعات تحركت إلى خفض أكثر بكثير من مليون برميل يوميا، وربما 1.5 مليون». لكن لوكوك أوضح أن الشركات الصينية ستواصل استيراد النفط الإيراني، بينما سيخفض المشترون التقليديون الكميات، لكن من المستبعد أن يتوقفوا تماما. يتعرض المشترون في أنحاء آسيا لضغوط أميركية من أجل تقليص وارداتهم من النفط الإيراني مع استهداف واشنطن وقف صادرات ثالث أكبر مصدر في «أوبك» لإجبار طهران على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي مجددا وأنشطتها في المنطقة. في موازاة ذلك، قالت متحدثة باسم «أوتوتك» الفنلندية لتكنولوجيا التعدين، إن الشركة ستنسحب من إيران على أن تنتهي من تسليماتها الباقية بحلول الرابع من نوفمبر المقبل موعد سريان الحزمة الأهم من العقوبات الأميركية المتدحرجة على طهران. وأكدت المتحدثة أن الشرطة ستمتثل لكل العقوبات القائمة، وتُسلم لـ«أوتوتك» وحدات إنتاج لحمض الكبريتيك لمصاهر نحاس وتكنولوجيا المعالجة لمصنع لتنقية الحديد الخام في إيران. وأعلن متحدث باسم شركة «إيه.بي فولفو» السويدية للشاحنات، أن الشركة أوقفت تجميع شاحنات في إيران لأن العقوبات الأميركية تحول دون حصولها على مستحقاتها.
مشاركة :