نيويورك - بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين، القضية الفلسطينية والأزمة السورية. وجاءت المباحثات، وفق بيان للديوان الملكي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي يزورها العاهل الأردني منذ الأربعاء الماضي. وبحسب الديوان فقد جرى بحث علاقات الشراكة الاستراتيجية الأردنية الأميركية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية. وتناول اللقاء تطورات عملية السلام، حيث أكد الملك الأردني “أهمية إعادة إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين وبما يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”. ويأتي هذا اللقاء بالتزامن مع انتظارات لكلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في افتتاح الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، خاصة بشأن عملية السلام المُجمّدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ عام 2014. ويشير مراقبون إلى أن ترامب ربما يستثمر التجمع العالمي ليعلن عن خطة عملت عليها إدارته لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتطلق عليها وسائل الإعلام اسم “صفقة القرن”. وهي “صفقة” يقول منتقدون لها إنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة وحق عودة اللاجئين. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم 5 سبتمبر الماضي أنه استمع من جاريد كوشنر، مستشار ترامب، بشأن خطة السلام المرتقبة دون أن يتطرق إلى أي تفاصيل. ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعاطي مع إدارة ترامب منذ قرارها في 6 ديسمبر2017 اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في 14 مايو الماضي. وأعلن عباس مرارا رفضه لـ”صفقة القرن” الأميركية التي يقول إنها تُسقط القدس واللاجئين وتبقي المستوطنات الإسرائيلية وتعطي إسرائيل هيمنة أمنية. الملك عبدالله الثاني يلفت إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في توفير الدعم اللازم لوكالة الأونروا لمواصلة تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وقد يدافع ترامب في كلمته الثلاثاء عن قراره في 31 أغسطس بالوقف الكامل لتمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”. وتقول الولايات المتحدة إنها غير راضية عن أسلوب عمل الوكالة، بينما يقول فلسطينيون إن واشنطن تسعى عبر هذه الخطوة وغيرها إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة منذ أبريل 2014، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان وعدم القبول بحدود ما قبل حرب يونيو 1967 أساسا لحل الدولتين. وفي هذا الصدد تطرق اللقاء الذي جمع العاهل الأردني بمايك بومبيو إلى “الأزمة التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا”. ولفت الملك عبدالله الثاني إلى “ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في توفير الدعم اللازم للوكالة لمواصلة تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة في المجالات التعليمية والصحية والإغاثية”. وفي 31 أغسطس قررت واشنطن قطع مساعدات بلادها المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالكامل. وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة. وتقدم الولايات المتحدة نحو 350 مليون دولار سنويا للمنظمة، بشكل يفوق إسهام أي دولة أخرى، ويمثل هذا المبلغ أكثر من ربع الميزانية السنوية للمنظمة البالغة 1.2 مليار دولار. وتعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد واشنطن 300 مليون دولار من أصل مساعدتها خلال هذا العام. وتقول الأمم المتحدة إن الأونروا تحتاج لـ217 مليون دولار، محذرة من احتمال أن تضطر الوكالة إلى خفض برامجها بشكل حاد، والتي تتضمن مساعدات غذائية ودوائية. وفي ملف آخر، تطرق اللقاء إلى الأزمة السورية وضرورة دعم الجهود الهادفة للتوصل إلى حل سياسي لها وبما يحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها. كما جرى استعراض الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن نهج شمولي. وتفتح الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها الثلاثاء في نيويورك. ويشارك فيها نحو 100 من زعماء ورؤساء الدول الأعضاء وتعقد خلال الدورة لقاءات واجتماعات موسعة تتناول مختلف القضايا العالمية، أبرزها: اجتماع الصين ومجموعة دول الـ77، والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
مشاركة :