التمارين الخفيفة خلال ساعات العمل تنشط العضلات والعقل

  • 9/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طوكيو – تنصح دراسة أجريت في اليابان بأن أفضل طريقة لإعادة شحذ العقل خلال ساعات العمل هي التمرين لمدة قصيرة دون أن يتطلب ذلك الكثير من التركيز. وقال كيتا كاميجو كبير باحثي الدراسة وهو أستاذ مساعد في كلية علوم الرياضة في جامعة واسيدا في طوكيو عبر البريد الإلكتروني لرويترز هيلث، إن “الدراسة الحالية تشير إلى أن التمرين البسيط أفضل من ذلك الذي يتطلب جهدا إدراكيا متعمقا خلال ساعات العمل”. واستعان كاميجو وشريكه في البحث ريوجي آبي بثمانية وعشرين رجلا وطلبوا منهم أداء مهام تختبر ما يعرف بالذاكرة العاملة التي تسمح للناس بالحفاظ على المعلومات وتطويرها في عقولهم بشأن ما يعملون عليه من أهداف ومهام. وأدى المشاركون اختبارات للذاكرة العاملة قبل ثلاث فترات اختبار مختلفة في ثلاثة أيام متفرقة وبعدها مباشرة وبعدها بثلاثين دقيقة. وتم اختيار فترات الاختبار عشوائيا واستغرقت 25 دقيقة. وفي أحد الاختبارات تمرن المشاركون على دراجة ثابتة وفي تمرين آخر أدوا مهمة إدراكية خلال جلوسهم على تلك الدراجة دون التمرن عليها أما الاختبار الثالث فقد مزج بين التمرين الرياضي والمهمة العقلية. وكانت دراسات قد أظهرت من قبل أن التمرين الرياضي له أثر إيجابي على قدرة الناس على التخطيط والانتباه والتذكر والتعامل مع عدة مهام في وقت واحد. وبالتالي توقع الباحثون وجود تحسن في الدقة وفترات الاستجابة في اختبار الذاكرة العاملة بعد الاختبارين اللذين تضمنا التدريب البدني. وظهرت الآثار الإيجابية للتمرين فقط بعد 30 دقيقة من استخدام الدراجة الثابتة. لكن الاختبار الذي مزج بين التمرين الرياضي والمهمة العقلية تسبب في “إرهاق ذهني” وفقا لما خلص له الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية الطب والعلوم الرياضية والتمرينات. وقال كاميجو إنه لا توجد فروق كبيرة بين الجنسين في ما يتعلق بتلك التأثيرات. وقال الدكتور جون راتي أستاذ الطب النفسي بكلية هارفارد للطب في بوسطن لرويترز هيلث عبر الهاتف “نعلم منذ فترة أن التمرينات تحسن من الذاكرة العاملة.. النتيجة المختلفة هنا هي أن التمرين أكثر من اللازم قد يجهد عقلك لفترة قصيرة تالية”. وأضاف راتي الذي لم يكن مشاركا في الدراسة أن أفضل طريقة لتحسين الذاكرة والانتباه في الأجل القصير في العمل أو خلال الدراسة هي التمرن دون أن يقترن ذلك بمهام معقدة أخرى. وقال إن التمرينات التي تحتاج إلى تركيز كبير مثل اليوغا قد تجهد عقلك في الأمد القصير لكنها مفيدة للتركيز في الأمد الطويل. تقول بريندا لوب وهي رئيسة شركة لياقة في ميريلاند الأميركية ومستشارة للأندية الرياضية إن ممارسة بعض التمارين البسيطة أثناء العمل من شأنها تجنيب الموظفين الضغط والقلق وكذلك تخفيف نسبة إصابات العمل. وتقترح أن يتم أخذ استراحة من وقت لآخر خلال النهار حيث إن المشي يمدد عضلات الجسم حتى للأشخاص ذوي اللياقة الصحية العالية أيضا. كما يقول ستيفن هوروتيز، أخصائي أميركي في تقويم العمود الفقري، إن تمارين المكتب مفيدة جدا ولكنها لن تغني عن التمارين الرياضية اليومية. لكن إذا تمت ممارسة هذه التمارين بشكل متواصل فإنها تعتبر نوعا من أنواع تدريبات اللياقة البدنية على المدى الطويل. ويضيف هوروتيز أنه يجب إجراء تمارين مكتبية طوال النهار، مثل التوقف لمدة خمس دقائق كل ساعة وإجراء بعض الحركات والتمارين الرياضية المعتدلة والتي لا تتطلب جهدا أو طاقة كبيرين. فقد أثبتت معظم الدراسات الحديثة أن الرياضة الخفيفة تبعد الشعور بالإرهاق وتحسن المزاج واللياقة البدنية. ويؤكد باحثون أن القيام بحركات رياضية مختلفة ومتقطعة تحسن عمل الدماغ وتنمي قدراته. ويمكن استغلال فترات الاستراحة أثناء العمل في ممارسة تمارين بسيطة في وضعية الوقوف، كالوقوف على قدم واحدة ثم تحريك القدم والساق الأخرى على شكل رقم 8 والقيام بنفس التمرين مع القدم الأخرى. ولتدريب الذراعين يمكن الإمساك بكتابين ثم فرد الذراعين وتحريكهما في حركات دائرية في اتجاه الأمام ثم الخلف. يذكر أن دراسات سابقة أثبتت أن نحو 75 بالمئة من الأميركيين يذهبون إلى الطبيب في وقت ما من حياتهم لإصابتهم بالألم في أسفل الظهر، وأن أكثر هؤلاء كانوا ممن يعملون في المكاتب والذين يضطرون أثناء عملهم للانحناء والثبات لفترات طويلة.

مشاركة :