تصدرت أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والربو الأمراض المزمنة في المملكة في عام 2017، وجاء الربو أولاً من بين تلك الأمراض بنسبة تراوح بين 15 إلى 25 في المئة، يليه الضغط بـ15.1 في المئة، وكانت نسبة السكري 13.4 في المئة في 2016، ووضعت الوزارة مؤشرات لقياس ومتابعة الأداء والاستمرارية في رصد أسباب الأمراض المزمنة وتصدرها. وذكرت «الصحة» في تقرير حول البرامج الصحية والأمراض المزمنة لعام 2017، أن «الأمراض المزمنة أصبحت من العوامل المسببة للعاهات والوفيات في العالم، إذ توضح التقارير الطبية العالمية أن 40 في المئة من وفيات الدول النامية و33 في المئة من وفيات الدول المتقدمة بسبب أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم، فيما تساهم هذه الامراض في ارتفاع كلفة الرعاية الصحية، لكلفتها العالية في التحاليل المستمرة والعلاج«. وقامت الوزارة بتفعيل برامج عدة بهدف رصد واقع الأمراض غير المعدية وعوامل الخطر المسببة لها في المملكة، ووضع سياسات واستراتيجيات يتم تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع الجهات الصحية الأخرى، بهدف تحسين الوضع الصحي للسكان ورفع متوسط العمر المأمول عند الولادة. وتهدف السياسات إلى «خفض معدل الإصابة بالأمراض غير المعدية بنسبة خمسة في المئة خلال 10 أعوام مقارنة في الوضع الحالي، وخفض معدلات الوفيات المبكرة من الأمراض غير المعدية بين البالغين (30 إلى 70 سنة) بنسبة 25 في المئة». فيما تم إطلاق البرنامج الوطني لمكافحة الربو، بهدف تحسين الوقاية من مرض الربو والتحكم به وتخفيف العبء الناجم منه، إذ تم تدريب الأطباء على الدليل الوطني للربو ضمن تسع دورات تدريبية بنسبة بلغت 100 في المئة من المستهدف. واستعرض التقرير آليات التوعية التي نظمتها الوزارة لخفض الأمراض المزمنة، ومنها برنامج الزواج الصحي لتقليل نسبة وراثة الأمراض غير المعدية. ويهدف البرنامج إلى خفض الأمراض الوراثية والمعدية أيضاً. وشهد العام الماضي رفع نسبة الاستجابة للمشورة الطبية بنسبة 10 في المئة، ويجري عمل دراسة لمتابعة دراسة عدم الاستجابة للمشورة الطبية في خمس مناطق ومحافظات، هي: الشرقية، والأحساء، ومكة المكرمة، والقنفذة، وجازان. وتقدم وزارة الصحة برامج أخرى، منها برنامج الغذاء المتوان والنشاط البدني، الذي يهدف إلى تحسين السلوك الغذائي والبدني لجميع فئات المجتمع باتباع نمط حياة صحي لخفض الأمراض، وبرنامج الوقاية من الأمراض القلبية والوعائية، بهدف خفض الأمراض غير السارية ومضاعفاتها بنسبة خمسة في المئة خلال 10 أعوام مقبلة، مقارنة في الوضع الحالي. وأوضحت الوزارة أنه يجري حالياً الإعداد لإطلاق 10 عيادات «المرأة والأم» في المجمعات التجارية، في مناطق عدة من المملكة، بهدف «توفير القدر الكافي والمناسب من الخدمات الوقائية والعلاجية التعزيزية والتأهيلية التي تضمن السلامة عقلياً ونفسياً وجسدياً للأطفال، وإيجاد جيل سليم قادر على المساهمة الفاعلة في تحقيق النماء». وتسعى الوزارة أيضاً إلى إصدار «الجواز الصحي للأم والطفل». وعملت من أجل تمكين المجتمع من التخلص من الامراض وخفض نسبتها من خلال مبادرة تعزيز نهج طب الأسرة عبر تحديث دليل تعزيز منهج طب الأسرة في الرعاية الصحية الأولية والنماذج والسجلات الخاصة في المبادرة.