أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوة واستراتيجية العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، لافتاً إلى أنها تكتسب أهمية خاصة في ضوء تطورات الأحداث في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية وانتشار الإرهاب في المنطقة. وشارك السيسي أمس في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والتقى على هامشها مسؤولين دوليين وشخصيات أميركية بارزة ومستثمرين كبار. ومن المفترض أن يكون السيسي التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس. وقال الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي، في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، إن «الرئيس السيسي حضر عشاء عمل نظمته غرفة التجارة الأميركية، ومجلس الأعمال المصري - الأميركي، وشارك فيه عدد من رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأميركية العاملة فى مختلف القطاعات». وأوضح أن السيسي أكد، في كلمة خلال اللقاء، أن الاستقرار في مصر ليس قائماً على الجهود الأمنية فقط وإنما على قناعة الشعب بحتمية الحفاظ عليه وعلى مقدراتهم ومصالحهم العليا وعدم الرضوخ للإرهاب»، مشيراً إلى أن «استقرار مصر له تداعيات كبيرة على المنطقة والعالم»، ويساهم في استعادة الأمن والاستقرار ودفع جهود التنمية في المنطقة. كما أوضح أن الدولة تهدف لتعزيز المواطنة الحقيقية والمساواة الكاملة بين كافة المصريين من دون تمييز، مؤكداً أن الوحدة الوطنية فى مصر ثابتة على مدار الزمن، وأنها لا تنظر لأبنائها وفقاً لأي منظور سوى المنظور الوطني الذي يُعلي قيم المواطنة وعدم التمييز والتسامح والشراكة الكاملة في الوطن. وأضاف الناطق أن السيسي أكد حرص مصر على تطوير الشراكة الاقتصادية القائمة بين مصر والولايات المتحدة ودفعها نحو آفاق جديدة لخدمة مصالح البلدين، مشيرا إلى أن الشراكة بينهما كانت ولا تزال إحدى ركائز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لاسيما وأن مصر تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول المستقبلة للاستثمارات الأميركية في أفريقيا، والثانية في الشرق الأوسط، كما تظل أميركا أحد أكبر وأهم الدول المستثمرة في السوق المصري. وقال: «إن مصر حققت إنجازات كبيرة على صعيد تحقيق تطلعات الشعب نحو تثبيت دعائم أركان الدولة والحفاظ على استقرارها واستتباب أمنها، وإنجاز خطوات ملموسة على صعيد تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي متكامل يعزز الاستقرار المنشود في مؤشرات الاقتصاد الكلي، ويضع حلولا جذرية لمشكلات اقتصادية هيكلية ظل يئن تحت وطأتها الاقتصاد الوطني لعقود طويلة»، منوها بأن مصر اتخذت عدداً من قرارات الإصلاح الاقتصادي الجريئة، وغير المسبوقة، استكمالا لبرنامج الإصلاح الذي تم وضعه بالشراكة مع صندوق النقد الدولي. وأشار إلى أن مصر عازمة على مضاعفة الجهود لدفع الإصلاح والتطوير لتحسين مستوي معيشة المواطن، بحيث تصبح عنصراً مُحفزاً للنمو في المنطقة بأسرها، موجهاً الدعوة للشركات الأميركية لتعزيز التعاون في الاستثمار في كافة المجالات الواعدة في مصر بما يحقق مصالح الأطراف كافة. واستقبل السيسي رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ومستشار النمسا سيباستيان كورتز، وأعرب لهما عن حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبي. وقال راضي إن الاجتماع تناول ملف التنسيق العربي - الأوروبي لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، والترتيبات الجارية للإعداد لقمة الدول العربية والاتحاد الأوروبـي المقتـرح عـقـدها خلال الفترة المقبلة بهدف التشاور وتكثيف التعاون بين الجانبين. كما استقبل السيسي في مقر اقامته في نيويورك المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، وأعرب عن التقدير للتعاون البناء بين الحكومة والصندوق فى إطار تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي، مؤكداً حرص مصر على استمرار التعاون مع الصندوق. واستقبل السيسي ايضاً، رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، وأكد الأهمية الكبيرة التي توليها بلاده لتطوير علاقاتها مع مجموعة البنك الدولي باعتباره أحد أهم شركاء مصر في التنمية.
مشاركة :