كشف الإخصائي الاجتماعي في مركز «بصمات اجتماعية» بالرياض محمد الحمزة لـ«الوطن» عن 3 حلول يمكنها أن تشغل أوقات فراغ الأطفال السعوديين الحاليين، الذين تختلف نشاطاتهم ومجالات الوقت لديهم عن الأطفال في السابق. وقال إن الطفل السعودي في السابق كان محدودا بمصادر معرفية محددة وبمجتمع أسري محدد، فكانت المدرسة هي الفضاء الرحب للتعلم واكتساب الخبرات، وفي المساء يكون الطفل بين أحضان أسرته من الأب والأم والجد والجدة والإخوان والأعمام والأخوال والجيران وأصدقاء الحي ممن يلعب معهم في الشارع أو يجلسون أمام المنزل أو مشاهدة التلفزيون المحدود بقنواته. ظهور قنوات التقنية أضاف الحمزة أن هذه الفضاءات بدأت تختفي تدريجيا منذ ظهور التقنية وتدخلها في كافة جوانب الحياة، وبدأ الإنترنت يزاحم الوالدين ويزاحم المدرسة حتى أصبح هو الخيار رقم واحد للطفل في العصر الحديث، لدرجة أنه أصبح مصدر المعرفة الاساسي ومصدر المتعة أيضا، واكتفى الطفل بمتابعة «يوتيوب» بدلا عن التلفزيون، واحتلت الألعاب الحيّة اهتمام الأطفال المراهقين وصنعت لهم مجتمعات إلكترونية موازية للمجتمعات الحقيقية، والعجيب في الأمر نجد أن الطفل الصغير الذي لا يزال في المرحلة الابتدائية يتقن التعامل مع التكنولوجيا الحديثة أكثر من والديه؛ فأصبح هو المتقدم عليهما بمراحل، وهذا يحدث فجوة كبيرة بين الأجيال مما قد يجعلهم يعيشون في عزلة اجتماعية وثقافية عن واقعهم الاجتماعي الحقيقي ومنهم من يكتفي بعلاقاته الإلكترونية وتكوين صداقات عالمية عن الخوض في علاقات حقيقية مع أبناء الجيران والأقارب. حلول هامة يقول الإخصائي الاجتماعي إنه يجب أولا على المتخصصين في التقنية صنع تطبيقات وبرامج ذات محتوى ملائم للطفل السعودي، تكون جاذبة له ومنافسة للمنتج العالمي من الألعاب، ثانيا على الوالدين اللحاق باستمرار بكل جديد في عالم التقنية والجلوس أكبر وقت ممكن مع الأبناء وفتح حوارات معهم ومشاركتهم اهتماماتهم والعمل على إيجاد رابطة وألفة اجتماعية بينهم جميعا حتى لا يعيش الطفل في عزلة، وثالثا يقع على المدرسة عبء كبير سواء من ناحية البرامج التعليمية والنشاطات والمناهج، والمعلمين أيضا لا يقل دورهم عن دور الآباء في اللحاق بالتقنية ومجارات الأطفال والعمل على إمدادهم بالمعارف والأخلاق التي تبني عقولهم وتكون شخصيتهم لصنع جيل قوي عقليا وروحيا وجسديا. دراسة أميركية أجرت شركة الوجبات الخفيفة GoGo SqueeZ، شريكة مع Action for Healthy Kids، دراسة على أكثر من 1000 أميركي بالغ مع أطفال تقل أعمارهم عن سن 12 عاما. اكتشفت الدراسة أن 85 % من الآباء والأمهات يعتقدون أن الأنشطة المجدولة مثل الرياضة والأندية تؤدي إلى نجاح أفضل في الحياة، بالإضافة إلى أن 72 % من المشاركين شعروا بأن لدى أطفالهم وقت فراغ غير منظم أقل مقارنة مع طفولتهم هم. وفقًا للدراسة، أطفال اليوم يقضون وقتهم بطرق مختلفة بشكل كبير مقارنة بالأطفال قبل جيل واحد. وفسرت ما يحدث بالقول إن النتائج كشفت أن أطفال اليوم لديهم ببساطة وقت فراغ أقل، فالوقت الذي كان يستخدم سابقا من أجل اللعب تم تقييده من أجل توفير فرصة أكثر للأنشطة المجدولة المنظمة مثل أيام دراسية أطول ودروس خارجة عن المنهج، الأمر الذي قد يحرم الأطفال من الفوائد الإدراكية والجسدية والاجتماعية والعاطفية التي بإمكان اللعب تقديمها. وتوصلت الدراسة أيضا إلى عدد من الأسباب التي تفسر ما يحدث لأطفال اليوم من ناحية الوقت وما يقضون خلاله من أنشطة، إذ إن الوقت الذي يتم قضاؤه على الأجهزة قد زاد بشكل كبير، كما قلت الأوقات التي يخرج فيها الأطفال إلى خارج المنزل ويتواصلون فيه مع الطبيعة وغيرهم من أقرانهم. كما أن الأطفال الآن ينامون لفترات زمنية أقل، بالإضافة إلى أنهم يقومون بحل كميات كبيرة من الواجبات المنزلية. وقالت الدراسة إن بإمكان الواجبات المنزلية أن تقوي مهارات الأطفال وتساعدهم على التعلم، ولكن الكثير منها قد يضر أكثر مما ينفع. كيف يقضي الأطفال السعوديون أوقاتهم قبل 01. اللعب 02. التعلم 03. اكتساب الخبرات 04. مجتمع أسري محدد 5. مشاهدة التلفزيون المحدود بقنواته حاليا 01. اكتساح اليوتيوب للمعرفة وقضاء الوقت 02. صنع مجتمعات إلكترونية للألعاب الحية 03. إتقان التعامل مع التكنولوجيا 04. عزلة اجتماعية وثقافية عن واقعهم الحقيقي 05. الاكتفاء بالعلاقات الإلكترونية 06. تكوين صداقات عالمية حلول لمشكلة العزلة الاجتماعية بسبب الفراغ صنع تطبيقات وبرامج ذات محتوى ملائم للطفل السعودي جلوس الوالدين باستمرار مع الطفل وفتح حوارات معهم دور المدارس في مجارات الأطفال وإمدادهم بالمعارف والأخلاق
مشاركة :