أكد رئيس دار الكتب والوثائق القومية الدكتور هشام عزمي أن خطورة "الفيس بوك" تكمن في سرعة انتشار الأخبار المختلقة من خلاله خاصة في غياب منهجية التحقق من المعلومة قبل نشرها، وفي ظل بيئة ترى السلبي في كل شىء فتنتشر الشائعات، وأخطر تلك الشائعات التى ترتبط ببث الحقد والكراهية، وهنا تصبح الشائعات خطرا يهدد السلام الاجتماعي.جاء ذلك في كلمة له أمام اللقاء الشهرى لملتقى الهناجر الثقافي والذي أقامه قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال مساء الإثنين بمركز الهناجر للفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، بعنوان "السوشيال ميديا وحرب الشائعات" ، وذلك تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة.وأشار الدكتور هشام عزمي، فى كلمته ، إلى أن مصر شهدت تحولات جذرية في الأخلاقيات بالشارع المصرى والمعاملات بعد ثورة 25 يناير، وتلك التحولات غير منفصلة عما يحدث على الساحة السياسية، وما جرى من تحولات كان لها أثر أيضا على طريقة تناولنا لوسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك، باعتباره أشهر وسائل التواصل الاجتماعى على مستوى العالم وليس فى مصر فحسب.وشدد على أن الشائعات تعتبر من أهم أسلحة حروب الجيل الرابع، مشيرا إلى أهمية التواصل بين الأجيال وأن الشباب يبحث عن المعرفة من خلال وسائل تختلف إلى حد ما عن الوسائل التي يستخدمها الآباء . وقد شارك في الملتقى الثقافي أيضا، الدكتورة نسرين البغدادى، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، الإعلامى جمال الشاعر، وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، الإعلامية رشا نبيل من التليفزيون المصرى، وأدار الملتقى الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد مدير ومؤسس الملتقى .وفي كلمتها، قالت الدكتورة ناهد عبدالحميد إن السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا بشكل عام بقدر ما أفادت البشرية في مجالات كثيرة، بقدر ما تحولت في بعض جوانبها الى عبء ثقيل ومرض خطير، بل تحولت إلى كارثة إنسانية وحضارية تهدد العقل البشري سلوكا وأخلاقا وأمنا، لافتة إلى أن المجتمع المصري الآن يعاني من ظاهرة خطيرة وهى ظاهرة انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، ومع تطور التكنولوجيا وعصر السوشيال ميديا تطورت معها الشائعات لدرجة جعلتها جزءا من الحروب والتى وصفها الخبراء بأنها أحدث أسلحة حروب الجيل الرابع.من جانبه ، أعرب الإعلامى جمال الشاعر، عن تأييده لفكرة إصدار قانون تداول المعلومات، مشددا على ضرورة تواجد شخصيات تكون قادرة على تقديم شروحات للرأى العام والتواصل معه، إلى جانب ضرورة أن يقوم الإعلام بتطوير نفسه سواء المرئى أو المسموع أو المقروء وأن يتحول كل هؤلاء إلى إعلام إلكترونى بقوة، لأن 70% من المجتمع وهو شريحة الشباب تتجه إلى السوشيال ميديا والإعلام الإلكترونى فإذا لم نتواصل معهم بالطرق الحديثة، سيقعون فريسة سهلة فى أيدى الجماعات المتطرفة الإرهابية. ولفت إلى أن تحليل المعلومات أصبح علما كبيرا ولكى نواجه الشائعات لابد من أن يكون لدينا أسلحة المواجهة التى تكمن فى معرفة ثلاثة أشياء وهي " معرفة مصدر الخبر، نغمة الخبر أهو سلبى أم إيجابى، المستفيد من الخبر".
مشاركة :