“العجلاني” يروي: قصة مصور انجليزي وثق حياة الناس قبل 70 سنة في سوق المخواة

  • 9/25/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في حوار خاص لـ “بروفايل” أوضح د. الشريف محمد علي أحمد العجلاني أحد منسوبي الكلية الجامعية في القنفذة بمناسبة اليوم الوطني الـ 88 أنه عندما نستذكر اليوم الوطني فإننا نتحدث عن حدث غير مجرى التاريخ لذلك يمكننا أن نقول أن اليوم الوطني يوم يرسخ لأدوار قادمة أكثر عزيمة وإصرار، وأن هذا اليوم هو تاج لكل ما هو جميل في تاريخ العرب منذ تأسيس الجزيرة العربية، ويوم مجيد يفتخر به كل مواطن ومواطنه من حيث التلاحم والترابط والأخوة والذي يمثل النقطة الفاصلة في التاريخ المعاصر الذي قطعت فيه جميع عادات التشرذم والتناحر والصراعات والتخلف. وأضاف: أنه اليوم الذي يمكننا أن نجزم أنه تحول من الشقاء إلى الراحة ومن الجوع إلى الشبع ،وهنا لابد أن نذكر أنه قبل حوالي سبعين عاما ،زار رحال إنجليزي “مصور” اسمه ويلفرد باترك فيسيجر ضواحي القنفذة في 18 ابريل 1946 أي في 15 جمادى الأولى 1365 والتقط مجموعة كبيرة من الصور والصور موجودة في متحف بيت ريفر جامعة أكسفورد ،وكذلك الرحالة البريطاني مبارك بن لندن زار عدة قبائل وسوق المخواة ووثق بصور حياة الناس في عام 1964م. وتابع: أجزم أن من عاش تلك الفترة ممن هو في سن السبعين يتذكر ذلك جيدا أنها تظهر كيف كان يعيش آبائنا وإخواننا الكبار حياة الشظف والعوز والجهل والمرض وحياة الشقاء، إن المتمعن في تلك الصور يلاحظ أن جميع من في الصور حفاة ولبسهم الحوكة وهي قطعة قماش تستر العورة إلى الساقين وباقي أجسامهم عارية مساكنهم الشجر أو ما يسمى العشة أو الصبل وتظهر عليهم الأمراض وخاصة الأطفال من انتفاخ بطونهم ،وعندما أظهرت الصور لأبنائي عجبوا كثيرا فقلت لهم أني اذكر وأنا صغير شيء من هذا. وأضاف: إن من يشاهد هذه الصور وما وصلت إليه بلادنا ولله الحمد من رقي في جميع المجالات سيلاحظ الفرق والبون الشاسع العملاق من انتقال هذه البلاد من تلك الحقبة من الشتات والخوف والجوع والعوز إلى بلاد تصارع حضارات في الغرب والشرق في أعتى المشاريع . وقال: في عهد الملك فهد رحمه الله كنت مبتعثا إلى بريطانيا وكان لنا لقاء معه رحمه الله في جدة ألقى علينا محاضرة لازالت ترن في أذني وأعطينا كتب ومجلدات عن التطور في المملكة وفي بريطانيا كنت اسكن مع عائلة وكانوا يقلبوا تلك المجلدات ولفت نظرهم صورة مجموعة طرق متشابكة مصورة من الجو فقالوا هذه الصور ليست في المملكة العربية السعودية بل هي في بريطانيا وهي مجموعة تقاطع الطرق في برمنجهام وما يسمى بالإسباقيتي رودز أي أنها مثل المكرونة في تشابكها بينما الصورة كانت لتقابل الطرق بين الخبر والدمام والظهران وتقاطع الطرق شمال الرياض وصورة لتقاطع الطرق شمال جدة، فوضحت لهم أنها في بلادنا ولله الحمد ،ثم إن صاحب المنزل قال أنا اعمل في مصنع كابلات وتصدر كابلات ضخمه للمملكة لا تستخدم الافي مشروعات عملاقة جدا عندها أدركت أن مهندس التطور وقتها الملك فهد رحمه الله كان يقول لنا اظهروا للعالم تفوقنا وأننا صرنا مثلهم ،وجاء الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين وصار على نهج أخيه وفتحت المشاريع العملاقة في كل المجالات وعلينا أن نذكر بالأمس كنا نحصي عدد المدارس واليوم المدارس بالآلاف حتى في رؤوس الجبال وأعماق الأودية بالأمس كنا نستجدي كرسي بالجامعة واليوم الجامعات والكليات في كل مدينة كبيرة وصغيرة ،بالأمس كنا نحصي عدد المبتعثين واليوم عدد المبتعثين بعشرات الآلاف يدرسون في أرقى جامعات العالم المتقدمة وسنجني بإذن الله ثمار ذلك . وقد بدأت العودة لأبنائنا المبتعثين من حملت الدكتوراه وتطبيق معايير خبرات تلك الجامعات لدينا ،بالأمس كانت مشاريعنا العملاقة بالملايين واليوم هي بالمليارات والقادم أفضل بإذن الله تعالى ،بالأمس أحبتي كما تظهر الصور لكم كان المرض والجوع والخوف واليوم ننعم بالخير والصحة والأمن والرقي ،بالأمس كان آباؤكم يسكنون العشش واليوم نسكن الفلل والعمائر والشقق الفارهة ولو تحدث الأمس لليوم لقال خذني إليك. إن توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز من الشتات والخوف والجوع والعوز إلى دولة تعتبر الآن من أقوى عشرون دولة اقتصادية حتى كأس العالم نحققه للشباب إ،فالاحتفاء باليوم الوطني لهو مناسبة غالية وعظيمة على قلب كل مواطن لهذا الوطن رحم الله الملك عبد العزيز ورحم أبناءه الذين بنوا لنا صرحا شامخا وحفظ خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة النبيل.

مشاركة :