كشف استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد علي المدني عن تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع السعودي خلال السنوات الأخيرة بشكليها الكمي والنوعي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد السعودي، بجانب زيادة تناول الدهون والشحوم في الوقت الحاضر بنحو أربعة أضعاف ما كانت عليه في الماضي. وقال «حسب الدراسات التي ركزت على موضوع صحة الجسم ومستوى البدانة عند الأفراد، فإن معدل السمنة بين السعوديين قد يصل إلى 83 في المائة عند بعض الفئات، وذلك استنادا على عدة عوامل من أهمها الفئة العمرية والجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للفرد، كما أن متوسط السمنة عند السعوديين بلغ 66 في المائة حسب الدراسات النوعية التي شملت عينات من جميع أنحاء المملكة». وبين أن هناك ستة من أصل عشرة أسباب تؤدي إلى الوفاة ترتبط ارتباطا مباشرا بالتغذية، وهي: أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، وداء السكري، والسكتة الدماغية، وتليف الكبد. وأوضح أن هناك مواصفات أساسية للغذاء المتوازن تنحصر في كونه مشتملا على عناصر رئيسية مهمة هي: البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء حتى يحقق الفائدة المتحصلة من تنويع مصادر الغذاء. ويمكن من خلال التعرف على الهرم الغذائي واتباع الحصص الغذائية حسب تقسيمها فيه الوصول إلى المعادلة الغذائية الصحية المثلى. وألمح ألى أن الغذاء لا بد أن يكون كافيا بدون إفراط، أي أن يكون بالكمية المناسبة اللازمة لاحتياج الفرد اليومي وما يبذله من طاقة، وأن يكون نظيفا، إذ أن العديد من الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الطعام الملوث، وعادة ما ينصح خبراء التغذية الأفراد بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول كوسيلة من وسائل الوقاية من سوء التغذية. إلا أن ذلك لا يعني الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون، إذ يقول الدكتور خالد المدني إن نسبة تواجد الدهون في الطعام لا يجب أن تزيد على نحو 30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. واعتبر أن المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة إلى الطول عن طريق معادلة الطاقة المستهلكة أو المتناولة بالطاقة المصروفة أو المبذولة، هي من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية. وأنهى حديثه مؤكدا أن هناك عوامل أخرى مفيدة للابتعاد عن أمراض العصر المختلفة؛ مثل السمنة ومشاكل القلب والسكري وهشاشة العظام وغيرها، وهذه يمكن حصرها في: الانتظام في ممارسة الرياضة المناسبة، والفحص الطبي الدوري الشامل، والامتناع عن التدخين، وعدم تناول المشروبات الكحولية، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بتناول السوائل بأنواعها والإكثار منها في حال زيادة المجهود الحركي.
مشاركة :