كان هذا العنوان استهلالا لإحدى الصحف الأمريكية التي جزعت لوفاة الرئيس الأمريكي الأشهر "جون كنيدي"، الذي استطاع خلال ولايته التي لم تمتد أكثر من 3 سنوات في أن يجعل من الولايات المتحدة ندًا قويًا وفاعلًا أمام المد الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي، ففي عهده تجاوزت بلاده أزمة "برلين" عام 1961م التي أدت إلى تقسيم ألمانيا إلى جزئين، يتبع أحدهما الاتحاد السوفيتي والآخر الولايات المتحدة، كما أجهض محاولة السوفييت لتركيب صواريخ في (كوبا)، بعد أن أرسل قوات البحرية الأمريكية إلى الشواطئ الكوبية، وأجبر الروس على إيقاف مشروع تركيبها، فكافأه الأمريكيون بوضع صورته على القطع النقدية من فئة "نصف دولار" عام 1964 تقديرًا لشجاعته وحنكته، ولجعل بلاده قوية يخشاها الخصوم. لكن أمريكا "كنيدي" ليست كأمريكا "أوباما" اليوم، فالأساطيل الأمريكية التي كانت في طريقها إلى كوبا كانت جادة في تنفيذ مهامها، وكذلك كان الرئيس كنيدي جاداً في تهديداته، الأمر الذي جعل الرئيس (خروتشوف) يتراجع، ويبدأ في تفكيك صواريخه. أما أساطيل (أوباما) فكانت على العكس من ذلك، كما كانت تهديداته بضرب سوريا مجرد فقاعة لم تلبث أن تبددت أمام رياح الأساطيل الروسية التي كانت متجهة صوب "طرطوس" معلنة التحدي، فتراجع أوباما هذه المرة، وأمسك بخيط النجاة الذي قذفه له الرئيس "بوتين" من خلال المبادرة التي أطلقها، والتي تقضي بـوضع ترسانة دمشق من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية، فوافق عليها في حينه. التاريخ سجل للرئيس نيكسون بأنه هاجم كلا من لاوس وكمبوديا بحجة مهاجمة قواعد الفيتناميين رغم اعتراض الكونجرس، وأرغم فيتنام على قبول الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب وتحقيق مصالحة وطنية، وكتب لجورج بوش بأنه أرغم كوريا الشمالية على إغلاق مفاعلاتها النووية، كما أرغمها على كشف وتفكيك جميع برامجها النووية، وحربه للإرهاب الذي أسفر عن الإطاحة بنظام طالبان والقاعدة ومن ثم العراق لاحتلالها الكويت. هذا الضعف الذي أبداه الرئيس أوباما تجاه القضية السورية لم يكن مفاجئا، حيث عرف عنه منذ وقت مبكر بأنه كان خصما للرئيس بوش ومعارضا لسياسته تجاه العراق، وعندما اتفق الرئيس بوش والكونجرس على ضرب العراق، خطب، وصرح في كل مناسبة معترضاً على شن الحرب عليها! وما هذان الانسحابان اللذان تمّا في عهده في كل من العراق وأفغانستان سوى دلالة على ضعف هذا الرئيس الذي لم تهزّه مناظر تلك المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري. halharby@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :