قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقاضي قضاة فلسطين:إننا منذ زمن طويل ونحن ندعو العرب والمسلمين للقدوم إلى القدس، لأن سنوات المقاطعة الطويلة وسنوات العزوف زيارة القدس وعن التواصل مع القدس وأهلها، كانت نتيجتها مزيدا من التهويد، ومزيدا من إفراغ المدينة من أهلها ومزيدا من الإفقار للفلسطينيين في مدينتهم.وأضاف «الهباش»، في حوار خاص لـ«صدى البلد»مر أكثر من 50 عاما منذ احتلال فلسطين في 67، وأصبحت الأجيال أكثر ابتعادا شعوريا عن القدس، قائلا: «صدمت كثيرا عندما سألت إحدى المذيعات عبر إحدى الفضائيات بعض الشباب من النشء الحديث من طلاب المدارس والجامعات عن القدس وفلسطين، فوجدت فقرا مدقعا في الثقافة العربية والإسلامية تجاه المسجد الأقصى وتجاه القدس، وكل هذا بسبب الزهد في التواصل مع القدس والابتعاد عن زيارة القدس، واختيار الدائرة المريحة .وتابع: أن الدائرة المريحة هي اعتبار أن القدس دولة محتلة، وبالتالي لا نذهب إليها إلا بعدما تتحرر، فمتى ستحرر إذا لم تأتوا إليها؟ من الذي سيحررها؟ فعندما تتحرر القدس فلن يكون هناك حاجة لزيارتها كما هي الحاجة لزيارتها الآن، لذلك فإن موقفنا في القيادة الفلسطينية وفي فلسطين أن زيارة القدس في أصلها هي سنة مستحبة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أما الآن فإن الظروف الحالية جعلتها واجبا أكثر من السنة؛ لأنها تحقق الغرض التعبدي منها وتحقق الغرض السياسي منها.وأوضح أن الغرض السياسي من زيارة القدس يتمثل في أن نثبت للعالم أن القدس ليست متروكة، وأننا مرتبطون بها، وأن نرسل رسالة للشعب الفلسطيني أننا معه، وأن العرب والمسلمين معه ولن يتركوه وهذا فيه رفع لمعنويات الفلسطينيين، والأمر الثاني أن فيها بعدا اقتصاديا مهما، لأن من سيأتي إلى القدس سيقدم دعما اقتصاديا مباشرا يضخ في عروق القدس وعروق أهل القدس.وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني أن من يدعي أن زيارة القدس هو تطبيع مع الاحتلال، فنحن نقول له إن القدس مدينة فلسطينية، فلا يوجد عدد دول كبير يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والغالبية الساحقة من دول العالم لا تعترف بالقدس عاصمة إسرائيل، وبالتالي فإن زيارة القدس ليست تطبيعا مع إسرائيل، فماذا تختلف القدس عن رام الله أو غزة، فهي كلها أراض فلسطينية تحت الاحتلال.وأشار إلى أن إسرائيل تريد فعليا عزل القدس وفلسطين والفلسطينيين بحجة أن زيارتها يعد تطبيعا مع الاحتلال، فهي تريد أن تستفرد بالشعب الفلسطيني، وأن يكون الفلسطيني وحده في مواجتهها، وبالتالي نحن نقول لا، يجب على العرب والمسملين والمسيحيين أن يأتوا إلى القدس ويؤكدوا ارتباطهم بها، وليؤكدا أنها تخصهم، وأنهم مرتبطون بها.وفيما يتعلق بالشخصيات التي يود مستشار أبو مازن دعوتهم لزيارة القدس، فقد قال: إن الدعوة لزيارة القدس موجهة إلى كل أبناء الأمة العربية والإسلامية من الدعاة ومن القيادات السياسية ومن القيادات الدينية ومن الشباب والإعلاميين والفنانين ومن عوام الناس، لأن زيارة القدس لا تخص أحدا دون أحد؛ فإذا توافر الفرصة لزيارة القدس يجب أن تزوروها، لذا نوجه دعوة مفتوحة، وهي دعوة وجهها من قبل الرئيس محمد عباس؛ فقد قال بشكل واضح: أنا أدعوكم لزيارة القدس لأن زيارة السجين ليست تطبيعا مع السجان، نريد أن نراكم في القدس، لأن وجودكم يدعمنا معنويا وسياسيا واقتصاديا، ويمثل حالة تحدٍ للاحتلال الإسرائيل، فعلينا ان نفرض وجودنا في القدس، في مقابل محاولات إسرائيل أن تفرض هوية مختلقة على القدس.وتابع: أن إسرائيل تتصور أنها حسمت معركة الجغرافيا ومعركة السياسة معركة العسكر، فهي تحتل فلسطين وتسيطر على القدس وسياسيا هي في موقف القوي، وبالتالي تريد أن تنتقل للبعد الأخير في المعركة وهي معركة التاريخ، بأن تكون القدس لليهود وأن الدليل على ذلك أن العرب والمسلمين لا أحد منهم يأتي إلى القدس، وبالتالي فهي ليست مدينة مقدسة عند المسلمين كالمدينة المنورة ومكة، وفي المقابل فإن اليهود يتوافدون على القدس، وهذا يعني أننا قد سلمنا بيهودية القدس وعزفنا عن القدوم إليها؛ لذا لابد أن تشد الرحال إلى القدس.
مشاركة :