تأهيل المرضى النفسيين

  • 9/26/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ابن الديرة علاج المرضى النفسيين على اختلاف أعمارهم لا يمكن اعتباره نهاية المطاف، ومنع الحالة المرضية من التفاقم لا يعني بأي حال من الأحوال أننا قدمنا للمريض كل ما نستطيع، فالعلاج مرحلة فقط يجب أن يتبعها إعادة تأهيل ليتجاوز المريض مرحلة العلاج، ويندمج مع المجتمع مرة أخرى، ضمن أفضل الظروف الممكنة، وهذا يتطلب وجود مؤسسات اجتماعية حكومية وخاصة تأخذ على عاتقها تقديم الرعاية والتأهيل اللازمين بعد العلاج، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا ذويهم، أو دارت عليهم الأيام وتهرب منهم أقرب الناس إليهم لأنهم كانوا مرضى نفسيين.جميعنا لدينا أمراض نفسية، تتفاوت بين إنسان وآخر، وليس فينا الإنسان الكامل فالكمال لله وحده، ولذلك يجب أن نستوعب إمكانية تعرض البشر لأزمات نفسية على غير موعد، فالعصر الذي نعيشه يخلق مثل هذه الأزمات، والمهم أن يكون لدى الإنسان القدرة على تجاوزها بإرادته وبمساعدة الآخرين، وعلى وجه الخصوص الأطباء الذين درسوا هذا التخصص ولديهم الوسائل والإمكانيات العلاجية. مستشفيات الطب النفسي متوفرة وتستوعب كل المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، لكن المشكلة تكمن في محدودية دور الرعاية والتأهيل اللازمة لمتابعة المريض بعد العلاج والشفاء، حتى لا ينتكس ويعاوده المرض مرة أخرى. صحيح أن إنشاء دور لرعاية وإعادة تأهيل مرضى الطب النفسي بعد العلاج مكلفة وتحتاج إلى خبرات وإمكانيات مكلفة، لكنها ضرورية في كل الأحوال حتى يكون هناك نتائج إيجابية لما يتم إنفاقه على المرضى النفسيين في مراحل العلاج المختلفة، وألا نكون نبذل وننفق في غير المكان المناسب، فالمريض بعد العلاج يحتاج إلى إعادة تأهيل لدمجه مرة أخرى في المجتمع، ليستطيع العيش بشكل طبيعي، ويتخلص من عقدة أنه كان مريضاً نفسياً في يوم ما. حسب المعلومات المتوفرة، هناك مركز واحد لإيواء وإعادة تأهيل المرضى النفسيين ودمجهم في الدولة أنشئ في الشارقة صديقة الطفل والمرأة والمعاق والمريض واللاجئ وكل مهموم عام 2007، يستوعب عدداً محدوداً من الحالات، ولديه أعداد كبيرة على قائمة الانتظار. يجب الاهتمام بإنشاء مراكز للحالات النفسية خاصة فاقدة الرعاية الاجتماعية التي تحتاج إلى تأهيل وإعادة دمج مع المجتمع، عبر توفير مقومات إعادة الاستقرار لديها، وليس بالضرورة أن تكون المراكز حكومية فقط، بل يجب أن يسعى القطاع الخاص لإنشائها أيضاً، فليس من المنطقي أن يبقى الاستثمار الخاص منصباً على المشروعات التي تدر ذهباً، وعدم الالتفات لتلك الإنسانية التي تدر ربحاً متواضعاً، لكن الله يباركه لأن فيه نفحات إنسانية، إيمانية. والهيئات والجمعيات الخيرية يمكنها أن تشارك في إعادة الروح والحياة لفئة تعثرت نفسياً لأسباب كثيرة يمكن أن يتعرض لها أي شخص، ولديها إمكانات غير محدودة، وستجد العديد من المتبرعين لمثل هذه المشاريع الإنسانية، والمهم أن تصل إلى قناعة بأهمية إعادة تأهيل ودمج المرضى النفسيين بعد علاجهم. ebnaldeera@gmail.com

مشاركة :