حاكم الشارقة يفتتح "قاعة إفريقيا" بحلتها الجديدة

  • 9/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن قاعة إفريقيا حاضنة الثقافة الأولى - التي افتتحت مساء، اليوم الثلاثاء، بحلتها الجديدة - شهدت أكبر مشروع ثقافي على مستوى الوطن العربي، وهو مشروع الشارقة الثقافي، الذي تم البدء فيه عام 1978. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه بمناسبة افتتاح "قاعة إفريقيا" مساء اليوم بحلتها الجديدة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة ، وذلك في مقر القاعة الكائن بمنطقة المناخ على ميدان الحكومة في مدينة الشارقة. وقال سموه "على مدى هذه السنوات كلها كانت قاعة إفريقيا هي الحضن الدافئ لمعظم الأنشطة حيث لم يوجد غيرها"، مشيراً سموه إلى ما وصلت إليه الإمارة من تطور ورقي ثقافي حيث توجد اليوم ما يقارب 16 قاعة على شاكلة قاعة إفريقيا منتشرة في أرجاء الإمارة. وأشار سموه إلى أن قاعة إفريقيا كانت بمثابة الحضن الدافئ لجميع من نشأوا في حضن الثقافة العربية سواء من الإمارات أو من مختلف أقطار الوطن العربي أو من إفريقيا. ورحب سموه بضيوف قاعة أفريقيا من المثقفين والأدباء والمسرحيين.. قائلاً، " نرحب بكم في دولة الامارات العربية المتحدة ونرحب بكم في الشارقة ونرحب بكم خاصة في قاعة إفريقيا ". وعاد سموه بذكرياته إلى بدايات افتتاح قاعة إفريقيا، بقوله "هذه القاعة افتتحت يوم الثلاثاء 14 ديسمبر 1976 وكانت بمناسبة انعقاد ندوة العلاقات العربية الأفريقية، وتمر الأيام ولكن لم نستطع أن نفعل ما كنّا نصبوا إليه من افتتاح معهد للدراسات الإفريقية حسب ما اتفقنا في تلك الندوة ". وتابع سموه قائلاً "فبادرت بالإسراع إلى جامعة الخرطوم حيث معهد الدراسات الإفريقية ولديهم من الإمكانيات الكثير، فبنيت هناك قاعة اسميتها قاعة الشارقة على غرار قاعة إفريقيا، وكان افتتاحها يوم الثلاثاء كذلك في فبراير 1987 ". ونوه سموه إلى أن افتتاح قاعة إفريقيا وقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم وإعادة افتتاح قاعة إفريقيا كان، يوم الثلاثاء ، وقال "لاختيار يوم الثلاثاء صلة في الموضوع، فالثلاثاء وسط الأسبوع والثلاثاء عند النحويين كلمة ممنوعة من الصرف فهي بذلك قابله أن تكون للتأنيث أو التذكير، وكان المقصد التعاون وعدم الانحراف، وعدم الصرف، ويشترك فيه الجنسين". ولفت سموه إلى أهمية القارة الإفريقية حيث أنها أصل البشرية وبها أنزل الله البشر، ومن إفريقيا انتشروا في مختلف دول العالم، ورغم نظرة المستعمر السلبية لهذه القارة التي يعتبرها قارة منتهية إلا أنها هي الأصل. وبين سموه أنه عندما كون الله الأرض وبدأت ملامح اليابسة تبرز كان هناك طرقاً مستمراً في صورة زلازل، وكانت إفريقيا هي السدادة، وكان الطرق عليها وإذا بجنباتها التي لم تحتمل الإمساك بنفسها تتناثر وتبتعد فتشكل قارة أميركا الجنوبية وأمريكا الشمالية وبريطانيا وجزرها وشبه القارة الهندية وما حواليها من جزر وشبه الجزيرة العربية، وبقت سدادة قوية راسخة لا تمسها الزلازل ولا غيرها " . وأكمل سموه حديثه عن أهمية قارة إفريقيا قائلاً "الزمن يتطور في الأيام القادمة ونلاحظ تأثير التغير المناخي الذي سينهي ذوبان الجليد وبعده ستنشف كل الأنهار في أوروبا والبلدان الشمالية، ويبقى القلب النابض في وسط إفريقيا ينبع ليسقي الحياة في تلك القارة وتبقى إفريقيا، وسيرجع الشتات أبناء تلك القارة وكل واحد يرجع وفِي يده حفنة من ذهب يرجع للأم بحفنة من قمح، سيأتي ذلك اليوم وعلينا أن نستعد، علينا أن نفرح ونبشر تلك الأم ونقدرها، تلك هي إفريقيا". وقال سموه "منذ ذلك اليوم الذي كنّا نحن فيه نحاول أن نصل إلى إخواننا في القارة الإفريقية، تغيرت أمور وجرت مياه تحت الجسور فأصبحت قواعدنا الآن أكثر ثباتاً وأكثر عمقاً ووعياً وأقرب إلى تحقيق الهدف المنشود إذا فلننطلق من جديد ". واختتم سموه حديثه بتقديم شكره للشيخة حور بنت سلطان القاسمي وفريق العمل على جهودهم في إعادة قاعة إفريقيا بحلتها الجديدة، متمنياً لهم التوفيق والسداد في عملهم بمعهد إفريقيا. وكانت مجريات الافتتاح قد بدأت بكلمة ألقتها الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس معهد إفريقيا، قالت فيها "لَطالَما كان اسم "قاعة إفريقيا" يترددُ على مسامعنا منذ أن بدأنا العملَ في غِمارِ الحراك الثقافي الذي تزخرُ به إمارةُ الشارقة، اسمٌ حاضرٌ في جميعِ الأذهان التي شاهدتْ وشاركتْ في صياغة مشروع الشارقة الثقافي بتطلّعاتهِ الإنسانيةِ الشاملة، هذا المشروع الذي أرسى ملامحهُ صاحبُ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكمُ الشارقة، وجعلَ منهُ البوصلةَ الأولى التي تتوجهُ إليها جميعُ الأبصار، وحجرُ الأساس الذي انطلقَ منهُ صَرحُ الشارقة الكبير آنَذاك ". وأشارت رئيس معهد إفريقيا إلى أن قاعة إفريقيا هي المنصة الأولى التي تبلورت بين جدرانها العديدُ من المبادرات والفعاليات الثقافية والفنية التي نراها ماثلةً بيننا الآن، وتوالدت منها الكثيرُ من المؤسسات والمرافق الثقافية التي تشكل الهويةَ المعمارية والحضارية لإمارتنا، كما أنها احتضنت العديدَ من العروض المسرحية والملتقيات والندوات والأمسيات الشعرية، وكانت المنبرَ الأبرز الذي استضاف أهمّ القاماتِ الثقافية العربية من شعراءَ ومفكرينَ ومثقفين، والتي شكّلت الشارقة محطةً فارقةً في مسيرتِهم الإبداعية. وتابعت الشيخة حور القاسمي "ها نحن اليوم نعيد افتتاح هذه القاعة، تخليداً لدورها التاريخي من جهة، وسعياً لمواصلة دورها الحيوي في رفدِ ومؤازرةِ مشروعَ الشارقة الثقافي من جهة أخرى، لا سيّما بعد أن اتسعت آفاقه، وتكرّست أهميته بوصفهِ صِلةَ الوصلِ التي تجمع بين كافة الهويات الثقافية التي تحفل بها المنطقة على امتداد العالم العربي ". وقدمت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي شكرها لصاحب السمو حاكم الشارقة، على ما يقوم به من جهود كبيرة في دعم المسيرة الثقافية في مختلف دول العالم، ومنها إنشاء وتنظيم "معهد إفريقيا" الذي سيشرف على برامج قاعة إفريقيا، إلى جانب مواصلة دوره الرئيسي في التعريف بالتراث الاجتماعي والثقافي والفكري لشعوب إفريقيا، ودعم وتوثيق الروابط التاريخية والعلاقات الإفريقية والعربية في الخليج العربي. وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور، محاضرة تحت عنوان "مؤتمر العلاقات العربية الإفريقية لعام 1976 في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، وآفاق المستقبل" والتي ألقاها الدكتور منصور خالد وزير خارجية جمهورية السودان السابق. وعاد الدكتور منصور خالد بذاكرته لتاريخ 1976 وما صاحب هذه الحقبة من أوضاع سياسية واقتصادية أثرت بالعالم العربي ودول إفريقيا، ولعل أبرز هذه الأحداث ارتفاع أسعار النفط في العالم والأطماع الأوروبية في الدول الإفريقية، والموقف العربي الذي أكد على ضرورة عدم اقتصار دور العلاقات العربية والافريقية على العلاقات الاقتصادية بل تتسع وتشمل الجوانب الثقافية. وأكد الدكتور منصور خالد على أهمية موقف ومبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة على توطيد العلاقات العربية الإفريقية وتوسيع آفاق التعاون ليشمل المجالات الثقافية، فكانت البداية في إقامة ندوة العلاقات العربية الإفريقية بقاعة إفريقيا، وما صاحب من برامج ومؤتمرات وندوات علمية تركت بصمتها في مسيرة الحراك الثقافي العربي الإفريقي. وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة خلال حفل الافتتاح عرض أداء للملحن وعازف الكمان التونسي زياد زواري الموسيقي ذائع الصيت، وعرضا للموسيقي والمغني "يوسو ندور" أحد أبرز رموز الموسيقى السنغالية والحائز على جائزة غرامي، بمرافقة أوركسترا "شرقيات" التي يقودها الموسيقار المصري "فتحي سلامة" الحائز بدوره على جائزة غرامي. ويأتي افتتاح قاعة إفريقيا كخطوة أولى ضمن المنظومة البرامجية التي يعدّها معهد إفريقيا لرفد الحركة الثقافية في المنطقة، والتعريف بقارة إفريقيا من خلال الدراسات وإجراء الأبحاث والتوثيق للتعريف بشعوبها، وثقافاتها في الماضي والحاضر والمستقبل، وصلاته المتعددة مع العالم. ولقاعة إفريقيا أهمية بالغة في تاريخ المسيرة الثقافية لإمارة الشارقة، حيث شهدت بواكير مشروع الشارقة الثقافي الذي بدأت تتكرس ملامحه في فترة السبعينيات، وكانت قاعة إفريقيا الحاضن الرئيسي لأغلب الفعاليات آنذاك، حيث تزامن افتتاحها عام 1976 مع افتتاح بلدية الشارقة، لتصبح منصة حيوية وعلامة فارقة في المسيرة الثقافية في الإمارة. ويستمر برنامج الافتتاح في تقديم مجموعة من الفعاليات الموسيقية النوعية في الفترة ما بين 25 و 30 سبتمبر، حيث يتضمن البرنامج عروضاً موسيقية للفنانين: زياد زواري، ويوسو ندور، وأوركسترا فتحي سلامة، ولو سوبير لإيتوال دو داكار، وأومو سانجار، ومولاتو أستاتكي، وليسا سيمون، ودي جي بيتر أدجاي، وسومى، بالإضافة إلى عرض لفيلم "أوبرا العالم" من إخراج مانثيا دياوارا. حضر افتتاح قاعة إفريقيا كل من الشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني المستشار في مكتب سمو الحاكم، والشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار في مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخة نوار القاسمي مدير التطوير في مؤسسة الشارقة للفنون وعدد من الشيوخ. كما شهد الحفل أيضا معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة وسعادة خولة عبد الرحمن الملا رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسعادة راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، واللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة وكبار المسؤولين في الدوائر المحلية، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين لدى الدولة، وكوكبة من الفنانين والمسرحيين والأدباء والنقاد العرب والأفارقة.

مشاركة :