كتاب «زايد والتراث» الصادر عن منشورات الأرشيف الوطني باللغتين العربية والإنجليزية، لمؤلفه الدكتور سيد حامد حريز، يناقش الصلة المتبادلة بين التراث والقيادة السياسية، ويركز على مسألتين: الأولى: الجذور الحضارية التي شكّلت شخصية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» التي أثّرت في تكوين فكره السياسي ونهجه في القيادة والحكم، والثانية: دوره المتفرد في حماية التراث والهوية الوطنية. يهتم الفصل الأول بتعريف التراث ومفهومه في الدولة، ويركز الفصل الثاني على الصلة بين التراث والقيادة السياسية، بدءا بتوجيه عناصر التراث لخدمة القضايا السياسية، وتناول المؤلف إسهامات الشيخ زايد ودوره في رعاية التراث محليا وإقليميا ودوليا، فيما يتناول الفصل الثالث الخلفيات التاريخية والجذور التراثية لدولة الإمارات، ويبين المؤلف كيف أسهم التراث في تشكيل شخصية الشيخ زايد، وكذلك في توطيد صلته بالبيئة الطبيعية والثقافية، وكيف أثر في نهجه في الحكم وفكره الاجتماعي والإنساني ونظرته الحكيمة إلى وطنه وشعبه. تناول الكتاب في الفصل الرابع تاريخ قبيلة بني ياس وآل نهيان، وذلك عبر التركيز على دورها السياسي والاجتماعي في منطقة الخليج العربي، مع التركيز في الفصل الخامس على سيرة الشيخ زايد، وأهمية التعليم التقليدي في بناء وتكوين شخصيته، موردا الكثير مما هو موثق من قبل عدد من الرحالة والمستشرقين والعسكريين عن القيم الأخلاقية التي تمتع بها الشيخ زايد، وفي الفصل السادس تناول الكتاب الصلة الوثيقة بين الشيخ زايد والتراث وقدراته الإبداعية في مجالات الشعر والمعارف الشعبية والرياضات التراثية. وكيف نجح في بناء جسر بين المجتمع التقليدي والمجتمع الحديث المتغير، مع التركيز على دور الشيخ زايد في ترسيخ القواعد والأسس والمنظومات التي تخدم قطاع الشباب في استلهام التراث، والاستفادة منه عبر عديد المؤسسات والهيئات الوطنية ذات الصلة بالتراث والهوية.
مشاركة :