إعداد: محمد فتحي في خضم السباق العالمي نحو طاقة نظيفة تتسارع الشركات والمؤسسات التكنولوجية العالمية إلى خلق ابتكارات تحل محل الأدوات والآلات الحالية، من خلال استهلاك الطاقة النظيفة المتجددة التي تسهم بشكل رئيسي، في مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي، وإنقاذ البشرية من الانبعاثات الكربونية في المستقبل. وتأتي الصناعة والمواصلات وتزويد المنشآت بالطاقة على رأس أولويات التكنولوجيا الحالية والتغلب على عقبات تطويرها، نظراً لأنها تسهم بنصيب الأسد في نسبة الانبعاثات الضارة على كوكب الأرض.تنتشر ثقافة التنقل بالدراجات في العديد من مدن العالم الرئيسية، وتشجع الحكومات الأفراد على استخدامها بدلاً من السيارات، ومن أجل ذلك انتشرت المسارات الخاصة بالدراجات الهوائية لتخترق طرقات كبرى مدن العالم. ومن أجل إتاحة الفرصة أمام نشرها على نطاق واسع مع توافر الأمن لسائقي الدراجات الهوائية وسط المدن المزدحمة، ابتكرت شركة «بي إم دبليو» الألمانية «الطريق الأنبوبي»، أو ما أطلقوا عليه «هايبرلووب» الدراجات الهوائية، الذي تم تصميمه وفقاً لأعلى معايير الأمان بشكل يتطابق مع نمط الحياة العصري ضمن شبكات الطرق الحديثة، ويضمن انسيابية حركة الدراجات الهوائية، وتدفقها بشكل كثيف ضمن المحاور المرورية عالية الكثافة في كبرى المدن العالمية. ويطلق على الابتكار «Vision E3»، وتم تصميمه بالتعاون مع جامعة تونجي في مدينة شنجهاي الصينية، وتتمثل الفكرة في إنشاء أنابيب مرتفعة متصلة بمراكز حركة المرور، ومناطق التسوق، ومحطات مترو الأنفاق، والتي يمكن الوصول إليها من خلال منحدر مع حواجز للتحكم في حجم المرور في الأنابيب. ويمكن استيعاب حركة أي مركبة ذات انبعاثات صفرية تسير على عجلتين، ويتم التحكم في الطقس ودرجات الحرارة داخل تلك الأنابيب بحيث يمكنك التنقل بسهولة داخلها على مدار السنة، وإمدادها بالطاقة اللازمة لتشغيلها من خلال خلايا شمسية تثبت على أجزاء منه تتعرض لأشعة الشمس. ومن أجل تشجيع قائدي السيارات على ترك مركباتهم واتخاذ الدراجات الهوائية وسيلة للمواصلات، يتم إنشاء محطات لتأجير الدراجات الهوائية في أماكن محددة داخل تلك الأنابيب لاستخدامها لمرة واحدة ذهاباً أو إياباً.وظهر في 2018 العديد من تجارب الطرق الشمسية في مسافات قصيرة لا تتعدى كيلومتراً. ولكن ينتظر العام الجاري افتتاح طريق «The Ray» أطول طريق يدار بالطاقة الشمسية ليمتد مسافة أكثر من 18 ميلاً في ولاية جورجيا الأمريكية. ويتألف المشروع من طريق يدار بمئات الآلاف من ألواح الطاقة الشمسية التي تزود الطريق بالإنارة، وأعمال الطرق.ويعكف علماء في معهد سولك للدراسات البيولوجية الأمريكي على إنتاج ما أسموه ب «النباتات الخارقة» التي تستطيع إنتاج كميات هائلة من الأوكسجين لتعويض كوكب الأرض، بجانب تحسين قدرة النباتات على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في أعماق التربة، وهي العملية التي يطلقون عليها «تسخير النباتات»، ويقول جوزيف نويل، عالم الأحياء الكيميائية في المعهد: خلال موسم النمو، تقوم النباتات بامتصاص أكثر من 100 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي خلال عملية التمثيل الضوئي. لكن الكثير من هذا الكربون يطلق في النهاية في الهواء.ولم تقتصر عملية إنتاج النباتات الخارقة على اليابسة، بل وصلت لقاع المياه من خلال محاولة إنتاج شعاب مرجانية فائقة التحمل.ويقول كريستوفر أوفلان، أستاذ علوم المحيطات في معهد هاواي للبيولوجيا البحرية الأمريكي: يعكف علماء المعهد على تطوير أساليب ترميم الشعاب التقليدية من خلال تقنية التجزؤ، وهي تكسيرها إلى قطع صغيرة يمكن أن تنمو إلى ما يصل إلى 25 مرة أسرع من المعدلات الطبيعية، ومن ثم الانتشار. ذوبان الجليد يعد ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي من أسوأ نتائج الاحتباس الحراري الذي يهدد غرق مدن وجزر بأكملها، ولذلك كان من المهم استحداث تقنية لمراقبة معدلات الذوبان بدقة شديدة للتنبؤ بالعديد من التغيرات المناخية المصاحبة لها من زيادة منسوب البحار والمحيطات وزيادة التبخير وهطول الأمطار بكثرة مسببة الفيضانات العارمة. كان نظام «SmartICE» باكورة النظم الحديثة هذا العام في مراقبة ذوبان الجليد. ولايزال النظام تجريبياً يغذي معلومات حول سمكه إلى قبائل«الإنويت» التي تسكن شمال الكرة الأرضية. كما يمكن لتقارير البيانات في الوقت الفعلي أن تساعد العلماء على دراسة تغير المناخ في المناطق القطبية. طور النظام مجموعة من العلماء الكنديين وأطلقوا شركة تحمل اسم النظام، وتكمن تقنيته في تثبيت عدد من الرادارات في مواقع رئيسية بهدف مراقبة سمك الطبقات الجليدية في مختلف المناطق.
مشاركة :