رحيل إسماعيل فهد إسماعيل الأب الروحي للرواية الكويتية

  • 9/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الكويت - نعت الساحة الثقافية والأدبية في الكويت "الأب الروحي الرواية الكويتية" إسماعيل فهد إسماعيل الذي توفي الثلاثاء عن 78 عاما بعد مشوار حافل أثرى خلاله الساحة العربية بأعمال متفردة. ويعد إسماعيل فهد إسماعيل المؤسس الحقيقي لفن الرواية في الكويت، كما انه يمثل إحدى العلامات الروائية العربية في سماء فن الرواية. ونعت رابطة الأدباء الكويتيين الكاتب والروائي الراحل. وكتبت الرابطة على صفحتها بموقع تويتر "ينعى مجلس إدارة الرابطة وفاة الأديب الكبير إسماعيل فهد إسماعيل الذي وافته المنية اليوم .. إنا لله وإنا إليه راجعون". ولد إسماعيل في البصرة بالعراق عام 1940 وتلقى تعليمه في الكويت والعراق. حصل على البكالوريوس في الأدب والنقد من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت. بدأ بكتابة القصص القصيرة في مجلة الرائد الكويتية عام 1963 والتي جمعها لاحقا في مجموعة قصصية بعنوان "البقعة الداكنة" صدرت عام 1965 عن مكتبة النهضة في بغداد. وأسس إسماعيل لنفسه مكانة بارزة في تاريخ الرواية الكويتية والعربية عبر عقود من الكتابة المتواصلة أنتج خلالها أكثر من أربع وعشرين رواية، ثابر فيها على التجريب وارتياد مناطق بكر وملغومة كل مرة. وقدم الأب الروحي للرواية الكويتية روايته الأولى "كانت السماء زرقاء" عام 1970 والتي حققت صدى واسعا على المستوى العربي. وقال عنه الأديب العربي المعروف الأستاذ الشاعر صلاح عبدالصبور: "كانت الرواية مفاجأة كبيرة لي، فهذه الرواية جديدة كما أتصور، رواية القرن العشرين، قادمة من أقصى المشرق العربي، حيث لا تقاليد لفن الرواية، وحيث ما زالت الحياة تحتفظ للشعر بأكبر مكان. ولم يكن سر دهشتي هو ذلك فحسب، اذ أسرتني الرواية ببنائها الفني المعاصر المحكم، وبمقدار اللوعة والحب والعنف والقسوة والفكر المتغلغل كله في ثناياها، إن إسماعيل فهد إسماعيل يعد بمنزلة العمود الفقري للفن الروائي والقصصي في الكويت ". وتتالت الأعمال الروائية في مسيرة الكاتب الراحل منها "الضفاف الأخرى" و"الطيور والأصدقاء" و"خطوة في الحلم" و"دوائر الاستحالة" و"ذاكرة الحضور" و"احداثيات زمن العزلة" و"السبيليات". واشتهرت للروائي الراحل عدة روايات منها: "إحداثيات زمن العزلة" وهي مؤلفة من 7 أجزاء وتعتبر من أطول الروايات العربية، حيث تحدث فيها عن المرحلة الأبرز في تاريخ الكويت وهي المرحلة الممتدة بين فترة الغزو العراقي للبلاد حتى التحرير. واختتم الراحل حياته الأدبية بروايته "صندوق أسود آخر"، التي اعتبرت امتدادًا لروايته السابقة "في حضرة العنقاء والخل الوفي"، التي أصدرها قبل نحو خمسة أعوام وتطرق فيها إلى قضية "البدون". وخصص "في حضرة العنقاء والخل الوفي" لمعالجة أوضاع فئة البدون في بلده وما خلفته من تأثيرات في بنية المجتمع. ويقول إسماعيل ".. شغلني سؤال حاد ما زال يجول داخل رأسي. أيّهما مرهون بالآخر: وثيقة تملك بيت أم وثيقة انتماء لوطن". ويحاول الإجابة على هذا السؤال في سياق روائي يرسم له طريقا واضحا رغم صعوبته. ويقتحم الروائي عالم المجتمع الكويتي من خلال قضية البدون ويقاربها روائيا محاولاً -وبكثير من الشفافية- ملامسة الجانب الذاتي لهذه الفئة من الناس. وسافر الكاتب المعروف في فضاء روائي متعدد، متشعب، متنوع ليبرز مأساة مواطنين ما زالوا يعيشون "بدون" جنسية تثبت انتماءهم لوطنهم قانونيا، وينجم عن ذلك من علاقة ملتبسة يغلب فيها سؤال الهوية لتلك الشريحة المنسيّة، فإلى أي وطن ينتمي هؤلاء؟! وهل الوطن معنى يقتصر على هوية نحملها أم ما نشعر به تجاه هذا الوطن؟. إسماعيل فهد إسماعيل ظفر بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية وسلط الكاتب الكويتي المخضرم الضوء على قضايا الانتماء والولاء والهوية والاغتراب والنفي داخل الوطن، وتهميش شريحة من الناس. تحولت الكثير من أعماله إلى مسرحيات كما كانت له دراسات نقدية هامة منها "القصة العربية في الكويت" و"الفعل الدرامي ونقيضه" و"الكلمة-الفعل في مسرح سعد الله ونوس" و"شعر في الهواء الطلق". حصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 1989 وجائزة الدولة في مجال الدراسات النقدية عام 2002 وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها الرابعة عشرة 2014/2015. إسماعيل فهد إسماعيل حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الرواية ويرى نقاد أن إصراره على التجريب جعله غير معروف بالقدر الكافي لدى القراء العرب. ولا يخفي الكاتب الراحل سعادته بالوصول إلى القائمة الطويلة لجائزة للبوكر، ويعتقد أن الأقلام الشابة هي الأجدر بالتتويج بالجائزة. وعرف الكاتب الراحل برعايته واحتضانه للمواهب الأدبية والكتَّاب والروائيين الشباب الذين بات بعضهم أسماء لافتة في عالم الأدب على الساحة المحلية والعربية.

مشاركة :