أكتب هذه المقالة بعد ثلاثة أيام على اليوم الوطني السعودي الــ88 الذي بدا الاحتفال به لافتاً هذا العام لجهات عدة، بدءاً بانسجام الرسائل وتوحيد شعار هوية المناسبة «للمجد والعلياء» الذي صاحب جميع الإعلانات الخاصة باليوم الوطني بما يعكس مستوى الانسجام والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة، مروراً بتعدد الفعاليات والحفلات في المدن والمناطق، فضلاً عن توقيته الذي أعقب نجاحاً مشهوداً لموسم حج 1439 الشهر الهجري الماضي، كما جاء بعد نحو من قمة تاريخية للتوقيع على اتفاق مصالحة ينهي نزاعاً استمر لنحو 20 عاماً بين اثيوبيا واريتريا بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في جدة، بما يجسد كفاءة السعودية في رعاية الحرمين الشريفين، وبما يعزز الدور المحوري الذي بقيت تؤديه باقتدار طوال تاريخها كأهم راعٍ للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وإذا كنا نحب وطننا كمشاعر فطرية يحملها مثلنا كل إنسان فإن ما يعزز الفخر بوطننا هو إدراك مكتسباته ومنجزاته في كل الميادين. 88 عاماً ليست زمناً طويلاً في عمر الدول، إلا أن السعودية بحكمة قادتها واستقرارها وإخلاص أبنائها استطاعت أن تختصر الزمن وأن تستثمر مواردها في بناء الإنسان والأرض، ولعل ذاكرة الآباء والأجداد الذين ما زال بعضهم يعيش بيننا لا تزال تحتفظ بصور وقصص عن حجم التطور والنهضة والبناء الذي طرأ على الإنسان والأرض، فضلاً عن منجز الأمن والأمان منذ أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، تأسيس المملكة العربية السعودية بعد توحيدها في الـ23 من أيلول (سبتمبر) من العام 1932، وحين تحل هذه الذكرى فحري بإنسان المملكة أن يفرح بوطنه الذي ارتقى سريعاً في سلم المجد حتى بات عضواً في نادي الـ20 الأقوى اقتصاداً عالمياً ضمن مجموعة العشرين وأكبر مصدر للبترول في العالم. وعلى رغم تلك القفزات وما واكبها من تطورات اقتصادية واجتماعية إلا أن السعودية بقيت ثابتة في مبادئها، معتدلة في منهجها، تحارب التطرف والغلو والانحلال وتستمد شرعها من الكتاب والسنة، مع المحافظة على أداء رسالتها السامية في خدمة الحرمين الشريفين، وهي رسائل ومضامين كانت واضحة في تغريدة خادم الحرمين الشريفين قبل يومين والتي حصدت ربع مليون إعادة تغريد، كما شددت عليها كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اليوم الوطني. وأختم بنقل بعض المقولات الجميلة عن حب الوطن والمشاعر الوطنية التي تولد مع الإنسان تحت أي سماء وفوق كل أرض. «أحب أن أرى الإنسان الفخور بالوطن الذي يعيش فيه، وأحب أن يعيش الإنسان بطريقة تجعل وطنه يفتخر به». الرئيس الأميركي السابق ابراهام لنكولن. «الوطنية هي القناعة بأن وطنك هو أعلى منزلة من جميع البلدان الأخرى لمجرد أنك ولد فيه». المؤلف الأرلندي الراحل جورج برنارد شو. «الوطنية ليست شعوراً عاطفياً حماسياً عابراً، بل شعور مستقر ودائماً بحب الوطن في كل أوقات الحياة». السياسي الأميركي الراحل أدلاي ستيفنسون. «أفضل طريقة للإحساس بقيمة حب الوطن هي أن يعيش الإنسان لبعض الوقت في بلد أجنبي». الشاعر الإنكليزي ويليان شينستون. «لا خيار لك سوى أن تحب بلدك الذي يعيش على أرضه والداك، الذي نطقت أولى كلمات الحب بلغته، بلدك البيت الذي أهداه لك الله». الفيلسوف والسياسي الإيطالي جوزيبي مازيني. * كاتب وباحث في الإعلام والاتصال. woahmed1@
مشاركة :