تعتبر جزيرة القرن الذهبي ببحيرة قارون بمحافظة الفيوم ، واحدة من أهم المعالم البيئية والسياحية بالمحافظة؛ حيث تبلغ مساحتها حوالى 60 فدانًا، تحوطها المياه من كل الاتجاهات وتبعد عن الشاطئ الجنوبي للبحيرة مسافة 5 كيلومترات وعن الشاطئ الشمالى حوالي واحد كيلو متر.يزور الجزيرة الآلاف من الطيور المهاجرة خاصة النورس، لتتمتع بالدفء، حيث تجد بها الملاذ الآمن للاستراحة والتكاثر.ويرتبط تسمية الجزيرة بالتشبيه الجغرافي لموقعها بالقرن (قرن الحيوان)؛ والذي يلمع من بعيد موضحًا حدوده تحت ضوء الشمس، ما يعكس لون الرمال إلى لون الذهب، ما يجعل من يشاهدها يصفها بالقرن الذهبي، كما أن بحيرة قارون عامة قد سميت بهذا الاسم نظرًا لتعدد ألسنة اليابسة داخل الماء، ما يشبه القرن ونظرًا لكثرتها سميت بحيرة (قرون) ثم تحولت فى العصر الإسلامي إلى بحيرة "قارون".كما أن الجزيرة اشتهرت بأنها كانت مقصدًا للملك فاروق، يزاول منها رياضة صيد الطيور المهاجرة، والغزلان البرية، وقد تم إقامة استراحة خشبية له بالمكان، ولها أهمية بيئية، حيث تعتبر مركزًا لتجمع الطيور المهاجرة، ومأوى آمن للبيض، حيث تطير الطيور من أوروبا إلى الفيوم في الفترة ما بين منتصف مارس إلى منتصف نوفمبر من كل عام، ويقدر متوسط عدد الطيور على هذه الجزيرة قرابة 20 ألف طائر، وتجمعات من الحمام البري.ويقول الدكتور ديهوم الباسل أستاذ العلوم بالفيوم إن أهمية الجزيرة تكمن فى التنوع البيولوجي، حيث يتزاوج عليها قرابة 20 ألف زوج من طائر "النورس"، في الفترة من نهاية أبريل إلى يوليو سنويا، وبها 500 زوج من الحمام الجبلي أو البري، و250 طائر الخطاف، وهي طيور مقيمة.ويضيف الباسل أن هذه الجزيرة من أهم مناطق تجمع طيور النورس على مستوى العالم. تبلغ أعداد أنواع الطيور التي تزور الجزيرة قرابة 175 نوعًا مختلفًا والكثير منها تبني أعشاشها على شواطئها النائية، وتستوعب هذه الجزيرة أنواعًا مهمة من الطيور وصنفتها منظمة "حياة الطيور العالمية" وغيرها من المنظمات الدولية المشهورة المعنية بالبيئة منطقةً من المناطق المهمة للطيور، وتشتهر هذه الجزيرة بتكاثر النورس القرقطي، بما أدى إلى حظر الزيارات إلى الجزيرة خلال موسم التكاثر .
مشاركة :