استحوذت مجموعة «مايكل كورس» الأميركية المعروفة بأحذيتها وحقائبها اليدوية، على إحدى آخر دور الأزياء المستقلة، مع شرائها دار «فرساتشي» الإيطالية العريقة التي قدّرت قيمتها بـ 1.83 مليار يورو. ويأمل جون آيدل مدير المجموعة الأميركية أن «تنمو فرساتشي ليتخطى رقم أعمالها ملياري دولار»، بفضل هذه الصفقة، وفق ما جاء في بيان صدر الثلاثاء أكّد معلومات تسري في الصحف منذ الأمس. وقد قدّرت قيمة الدار الإيطالية بـ 1.83 مليار يورو، أي أكثر بمرتين ونصف المرة من رقم أعمالها الحالي، ما يدل على الآمال التي يعلقها عليها شاريها. وصرّحت دوناتيلا فرساتشي المديرة الفنية ونائبة المدير في المجموعة التي أسسها شقيقاها إنها «خطوة مثيرة للاهتمام والحماس تقوم بها فرساتشي، وأنا فخورة بأن الماركة بقيت قوية جداً في مجالي الموضة والثقافة». وهي أردفت «لم أكن يوماً متحمسة لهذه الدرجة، وإنه الوقت المناسب لشركتنا التي تضع الإبداع والابتكار في قلب أنشطتها، كي تنمو». وستحافظ دوناتيلا فرساتشي على أسهم في مجموعة «كابري هولدينغز ليميتد» الاسم الجديد لشركة «مايكل كورس» القابضة. وتعدّ «فرساتشي» التي أسسها سنة 1978 المصمم جاني فرساتشي وشقيقه سانتو من رموز الموضة الإيطالية بمجموعاتها الفاخرة والمثيرة. ومرّت الشركة بفترة صعبة بعد اغتيال جاني في العام 1997، قبل أن تستعيد مجدها جراء عملية إعادة هيكلة واسعة بمبادرة من دوناتيلا، شقيقة جاني وسانتو. وكانت مجموعة «بلاكستون» الأميركية قد اشترت 20% من أصول الشركة سنة 2014، في حين كانت النسبة المتبقية ملكاً لعائلة فرساتشي. وقد ارتفعت مبيعات «فرساتشي» من 268 مليون يورو سنة 2009 إلى 668.7 مليون يورو سنة 2016، غير أنها سجلت ركوداً العام الماضي. ويترقّب الخبراء الردود التي ستثيرها هذه الصفقة في إيطاليا، مع التحاق اسم كبير جديد في مجال الموضة الإيطالية بمجموعة أجنبية بعد انضواء ماركات معروفة كثيرة، من قبيل «غوتشي» و«فندي» و«بوتيغا فينيتا»، تحت راية جهات فرنسية في العقدين الأخيرين. و«مايكل كورس» ماركة معروفة في الولايات المتحدة تلقى رواجاً كبيراً في أوساط المشاهير، مثل ميشال أوباما وكاثرين زيتا-جونز ونيكول كيدمان. وهي قد أسست سنة 1981 بمبادرة من مايكل كورس (59 عاماً) الذي بات يتولّى منصب المدير الإبداعي، وهو لم يعد يملك سوى جزء بسيط من الأسهم في شركته بعد طرح أسهمها في البورصة سنة 2011. وكانت المجموعة قد خاضت عملية توسيع متسارعة الوتيرة، مع فتح فروع كثيرة لها قبل أن تعود أدراجها في ظل انخفاض المبيعات وتغلق 125 متجراً سنة 2017. وكانت المجموعة تضمّ حتّى نهاية يونيو ألف متجر لعلامة «مايكل كورس» في العالم، فضلاً عن أكثر من 252 متجراً لماركة «جيمي تشو» التي اشترتها في العام 2017. وصحيح أن الماركة تسوق لمنتجات فاخرة، غير أن أسعارها لا تزال بعيدة كلّ البعد عن أسعار «فرساتشي»، وتباع مثلاً حقيبة يدوية من ماركة «مايكل كورس» بسعر يتراوح بين 200 و600 دولار، في حين يتخطى سعرها لدى «فرساتشي» ألف دولار.
مشاركة :