أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن المعضلة اليمنية ليست خلافاً سياسياً، كما أنها ليست انقلاباً بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل تعدت ذلك كله من خلال محاولات ضرب أسس التعايش بين اليمنيين ومعتقداتهم الوسطية وثوابتهم الوطنية.وقال الرئيس اليمني في كلمته في المداولات العامة للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك اليوم " إننا نتصارع مع جماعة دينية معقدة، فهي سياسياً تؤمن بحقها الحصري في الحكم باعتباره حقاً إلهياً وترمي بكل القيم العصرية من الديموقراطية وحقوق الإنسان عرض الحائط، وهي اجتماعياً ترى نفسها عرقاً مميزاً يطالب الشعب بالتبجيل والتقديس، وهي جماعة تستخدم كل أساليب العنف الذي مزق المجتمع وخلق الكراهية في الشعب، وهي وطنياً جماعة باعت ولاءها الوطني وتعمل كوكيل حرب لصالح إيران وحزب الله".وأكد أن بلاده ظلت تسعى إلى السلام في كل جولات المشاورات، بما في ذلك مطلع الشهر الجاري، ولكن تعنّت الحوثيين قد خيّب رجاء اليمنيين في تحقيق أي تقدم يذكر، مضيفاً " أن السلام سيتحقق من خلال التزام الدول الأعضاء بالقرارات الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015، الذي يدعو الحوثيين إلى الانسحاب من المدن والمؤسسات وتسليم السلاح دون قيد أو شرط".وشدد على أن حكومته تلتزم بحماية المدنيين والعمل على عدم استهداف أي مواقع للمتمردين يتواجد فيها المدنيون، مشيرًا إلى أن اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان تحقّق في كل الادعاءات المتعلقة بأي انتهاكات من قبل أي طرف.وجدّد تأكيده على أن اليمن يشارك بصورة صادقة وفعالة في الجهود الدولية للتصدي للإرهاب، لافتاً الانتباه إلى أن بلاده حريصة كل الحرص على تنفيذ قانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، فضلاً عن محاربة المخدرات.وقال الرئيس هادي " أود هنا باسمي ونيابة عن الشعب اليمني أن أشكر المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً صاحبة الدور الريادي في التخفيف من المعاناة الإنسانية في اليمن عبر ما تقدمه من دعم مستمر في كافة أعمال الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار، وخصوصاً البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الذي يعد تجربة تنموية متميزة في مجال تنمية المناطق المضطربة ولقد بدأت أثارها الإيجابية تتضح على الاقتصاد والمواطن اليمني في مختلف المناطق المحررة، وكذا الشكر الجزيل للمؤسسات الإنسانية لدول التحالف العربي والدول المانحة الشقيقة والصديقة والمنظمات التابعة للأمم المتحدة على الجهود الإنسانية الاستثنائية التي تبذلها، كما أجدها فرصة سانحة لأجدد دعوتي إلى جميع الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها نحو خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وبذل المزيد للتخفيف من معاناة اليمنيين".
مشاركة :