نيون - أ ف ب - بعد رفعه كأس العالم لكرة القدم عام 2014 في البرازيل، يأمل قائد منتخب ألمانيا السابق فيليب لام في منح بلاده شرف تنظيم نهائيات كأس أوروبا 2024 بمشاركة 24 منتخبا، عندما يعلن الاتحاد القاري، في الساعة 4:00 عصر اليوم، في مقره بمدينة نيون السويسرية هوية الدولة المضيفة للحدث، والذي يشهد منافسة ثنائية بين ألمانيا وتركيا. وقال لام، رئيس ملف ترشيح بلاده: «نحن أمة كروية وجماهيرنا ترغب دوما في إظهار شغفها لكرة القدم». وتتمتع ألمانيا بخبرة واسعة في استضافة البطولات الكبرى، اذ استضافت ألمانيا «الغربية» السابقة كأس أوروبا 1988 وكأس العالم 1974. وبعد سقوط جدار برلين عام 1989، استضافت ألمانيا نهائيات كأس العالم 2006. أما تركيا، التي تتقدم بترشيح لاستضافة البطولة القارية للمرة الرابعة، فخسرت السباق في للمرة الأخيرة لصالح فرنسا عام 2016. ويتمتع الملف الألماني بأفضلية على صعيد الملاعب ووسائل النقل. ويتضمن 10 ملاعب جاهزة لاستضافة النهائيات، فيما تحتاج تركيا إلى إعادة بناء وتجديد اثنين من الملاعب المقترحة. وفي حين أن 2,29 مليون متفرج سيكون بمقدورهم متابعة المباريات في تركيا، بحسب سعة الملاعب، يرتفع العدد في ألمانيا إلى 2,78 مليون. وهذا يعني توفير مزيد من عائدات التذاكر، إضافة الى التفوق الألماني بشكل كبير في مجال النقل، حيث تتوفر شبكة متطوّرة من الطرق، السكك الحديد، فضلا عن شبكة جوية جاهزة لنقل المشجعين بين المدن المضيفة. وأشار تقرير «يويفا» الى أنه في تركيا «يعتمد السفر على النقل الجوي، كما أن حجم الأعمال التي يتعين القيام بها في الإطار الزمني المحدد يشكل مخاطرة». كما تمثل حقوق الإنسان فجوة كبيرة بين الدولتين المرشحتين، حيث يشير الاتحاد الأوروبي بشكل لا لبس فيه الى أن «عدم وجود خطة عمل في مجال حقوق الإنسان أمر يثير القلق» في تركيا في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان. ولا توجد مثل هذه المخاوف في ألمانيا مع المستشارة أنجيلا ميركل، بيد أن اتهامات بـ «العنصرية وقلة الاحترام» التي وجهها لاعب أرسنال الإنكليزي، مسعود أوزيل في يوليو الماضي، أضرت بسمعة الاتحاد الألماني في قدرته على دمج ذوي الأصول المتنوعة بشكل مناسب. وشهدت ألمانيا جدلا واسعا في الأشهر الماضية على خلفية صورة جمعت لاعبَين من أصول تركية في المنتخب الألماني، هما أوزيل وإلكاي غوندوغان، مع الرئيس التركي. ودفعت هذه القضية أوزيل الى اعتزال اللعب دوليا، متحدثا عن وجود «عنصرية» في المنتخب وقلة احترام حياله، لاسيما في أعقاب الأداء المخيّب للـ «مانشافت» في مونديال روسيا 2018، وفقدانه اللقب بالخروج من الدور الأول. لا يؤثر هذا الصخب على لام الراغب باستضافة ألمانيا بطولة كبرى أخرى بعد مونديال 2006 الذي يطلق عليه الألمان لقب «الحكاية الصيفية الخيالية». وعاشت ألمانيا المجنونة بكرة القدم شهرا رائعا تحت السماء الزرقاء في ظل احتفالات مستمرة للدول المشاركة. لكن هذه الحكاية لطخها تقرير لمجلة «در شبيغل» في أكتوبر 2015، كشف عن دفع رشاوى بقيمة 10 ملايين فرنك سويسري لشراء أصوات أعضاء الاتحاد الدولي «الفيفا» بدّل عددا منهم أصواتهم فجأة، فتفوقت ألمانيا على جنوب إفريقيا 12-11 لدى إجراء التصويت في عام 2000. وبعد الكشف عن الفضيحة، فتح تحقيق جنائي بحق كبار المنظمين، بمن فيهم «القيصر» فرانتس بكنباور، ولا يزال مستمرا. في عام 2016، عزّز تقرير خارجي لمكتب «فريشفيلدز» القانوني الشكوك، بقوله: «لم نعثر على أدلة على شراء الأصوات، لكن لا نستطيع استبعاده». كما حمل مشجعو نادي شتوتغارت لافتات كبيرة خلال مباراة في الدوري كتب عليها «متحدون بالمال - فساد في قلب أوروبا» و«فرصة جيدة لشراء بطولة أخرى». برغم ذلك، لا يبدو لام منزعجا، بقوله: «نحن دولة مستعدة للاحتفال بأحداث خاصة. لدينا كل البنى التحتية، ربما مع القليل من إعادة العمل، لكن كل شيء في مكانه». وتابع: «نحن دولة مضيافة للغاية كما أظهرنا لدى استضافة مونديال 2006». أوزيل يرفض لقاء لوف كشف مدير المنتخب الألماني لكرة القدم أوليفر بيرهوف، أن الدولي السابق مسعود أوزيل، رفض اللقاء به أو بمدرب الـ «مانشافت» يواكيم لوف، لدى زيارتهما له في نادي أرسنال الإنكليزي. معلوم أن أوزيل أعلن في يوليو الماضي، اعتزاله اللعب دولياً، متهماً الاتحاد الألماني للعبة بـ «العنصرية»، بعدما انتقده الأخير على خلفية التقاط صورة وزميله إلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل المشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا. ومنذ تلك الفترة، أجرى لوف أكثر من اتصال هاتفي بأوزيل، بيد أن صانع الألعاب لم يكترث له، كما بعث إليه أكثر من رسالة، دون أن يتلقى رداً. وأوضح بيرهوف في تصريح لصحيفة «بيلد» الألمانية، أمس: «كنا نود التحدث إلى مسعود، لكن علينا أن نتقبل أنه لا يريد التحدث معنا، في الوقت الراهن». وذكرت الصحيفة أن لوف تحدث إلى حارس المرمى الألماني بيرند لينو، والمدافع شكودران موستافي، لدى زيارته ملعب تدريبات أرسنال، كما التقى مواطنه الدولي السابق بير ميرتساكر، الذي يتولى حاليا الإشراف على قطاع الناشئين والشباب في النادي اللندني.
مشاركة :