بمبضع جراح مجرب، نكأ الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية أحمد الديين، أمراض الساحة السياسية، مصوباً سهامهه تجاه الطرفين الحكومي والمعارض على حد سواء، ومتوجهاً إلى بعض المعارضة بالقول «أتأمرون الناس بالبر... وتنسون أنفسكم؟».ورأى الديين خلال ندوة «ألم يحن وقت التغيير؟»، في الأندلس أول من أمس في ديوان المرحوم عمار العجمي، أن «واقعنا مأزوم في الكويت، ليس فقط على مستوى السلطة والحلف الطبقي المسيطر، وإنما على مستوى المعارضة أيضاً»، معتبراً ان «ثمة انفراداً بالقرار وتضييقاً على الحريات». ولم تسلم المعارضة من انتقادات الديين، حيث قال «ليس هناك معارضة واحدة بل معارضات، وهي تعاني من التخبط وليس لها برنامج، فثمة معارضة ترفع شعارات رجعية، وأخرى ترفع شعارات تعبوية لدغدغة مشاعر الناس، وهناك معارضة وطنية». وأشار إلى ان «الحركة النقابية أيضاً مأزومة وممزقة، وأحكام المحاكم هي التي باتت تقرر مصائر النقابات بدلاً من الجمعيات العمومية»، لافتاً في الوقت ذاته إلى ان «الحركة الطلابية متخلفة تنخرها الطائفية». واعتبر ان «النواب المقاطعين العائدين (للبرلمان) لم يستطيعوا تحقيق الإصلاح من الداخل، لأنهم عملوا ضمن الأدوات البرلمانية فقط، وليس من خلال خلق رأي عام شعبي ضاغط». وخلص الديين إلى ان «التغيير لن يهبط علينا من السماء ولا بد من عمل»، متوجهاً للمعارضة بالقول «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟».وواصل انتقاداته للمعارضة، قائلاً «معارضة تعتمد على زعامات حولها أنصار، بعضها شخصانية واصطفاف في أجندات معينة، ونحن لا نعارض ولا نوالي أشخاصاً، ويجب ألا نعارض من أجل المعارضة، ويجب أن يكون هناك بديل». واختتم حديثه بالقول: «لا نشمت في جزء من المعارضة بعد أن أصبح هذا حالنا، بل نقف وقفات نقدية وهذا اسلوب عملنا دائماً، فعندما شاركنا في مسيرات كرامة وطن، لم تكن تلبية لحساب كرامة وطن، وإنما تلبية للناس والجماهير التي كانت لديها احتجاجات».