برلين – تعد آلام البطن من المتاعب الشائعة لدى الأطفال وقد ترجع لأسباب عدة، منها ما هو نفسي ومنها ما هو عضوي كالتهاب الزائدة الدودية أو عدم تحمل الفركتوز. وعلى أي حال ينبغي على الوالدين أخذ آلام البطن لدى الأطفال على محمل الجد واستشارة الطبيب على وجه السرعة. ينصح هيرمان جوزيف كال، من الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال، بعدم تجاهل أو الاستهانة بألم البطن لدى الطفل حتى في حال عدم وجود سبب عضوي؛ حيث قد يكون الألم حينئذ نفسيا. وهنا ينبغي مثلا البحث عما يُخيف الطفل في محيطه. ويمكن أن يرجع السبب إلى بعض المشكلات التي يواجهها الطفل، مثل مضايقة أطفال آخرين أو مشكلات أسرية أو حتى بسبب المدرس. ويرى كال أن دعم الآباء للطفل في مثل هذه المواقف مهم جدا. وقالت البروفيسورة زيبيله كوليتسكو أستاذة أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، إن آلام البطن تستلزم استشارة الطبيب إذا كانت مصحوبة بصعوبات البلع وحرقة المعدة والإسهال المستمر والليلي والبراز الدموي والحمى مجهولة السبب وآلام المفاصل. ومن جانبه قال جونتر فليمنغ أخصائي أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، إنه ينبغي أخذ السجل العائلي في الاعتبار لأمراض مثل الداء البطني وأمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة أو قرحة المعدة. ومن المهم أيضا أخذ مكان الألم في الاعتبار؛ فالألم الموجود في محيط السرة لا يعد بالضرورة علامة تحذير، لكنه يصبح كذلك إذا تواجد في الجزء العلوي أو السفلي الأيمن من البطن. ومن العلامات التي تدق ناقوس الخطر، ما يعرف “بالحماية البطنية” أي تشنج في عضلات الجدار البطني أو ملاحظة تضخم في الكبد أو الطحال. ويفحص طبيب الأطفال البول لاستبعاد عدوى المسالك البولية كما يفحص البراز لاكتشاف علامات تدل على الإصابة بأحد الالتهابات. ويوفر اختبار الدم أيضا بعض المعلومات مثل معرفة وظائف الكبد وصورة الدم وما إذا كان هناك نقص في الحديد أو زيادة في مستويات الالتهابات. ويمكن أيضا اكتشاف الداء البطني عن طريق اختبار الدم. وإذا لم يُظهر الفحص شيئا وكانت قيم المختبر سليمة، فيمكن التحقق بنسبة كبيرة من عدم وجود مرض عضوي. وأشارت كوليتسكو إلى أن التهاب الزائدة الدودية يمكن أن يهاجم الأطفال في جميع الأعمار.
مشاركة :