ردة الفعل الرسمية والشعبية التي أعقبت قيام بعض العناصر الإرهابية بتعكير صفو الوطن والقيام ببعض الممارسات المشينة في أعقاب انتهاء مراسم عاشوراء في قريتي المالكية والديه، هذه الممارسات تدل على أن جميع أطياف الوطن ترفض بشدة هذه الممارسات، لأن البحرين هي بلد السلام والأمن والحب والجمال، كانت وسوف تظل دائما وأبدا كذلك إلى يوم الدين. فصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه وجه الأجهزة الأمنية يوم الأحد الماضي للتعامل بحزم مع هذه الممارسات المسيئة والمشينة التي تستهدف أمنه والنيل من وحدته الوطنية، وأن تكون إجراءاتها عبرة للآخرين من المخالفين والمسيئين، فلا تراخي مع المسيء ولا تسامح مع من يحاول التعدي أو تجاوز القانون والإتيان بأفعال مجرّمة قانونياً ومرفوضة شعبياً. فمملكة البحرين كانت طوال حكم آل خليفة الكرام هي بلد الأمن والأمان، وممارسة الشعائر الدينية وتسخير الإمكانات لإنجاح مناسباتها لا ينكره إلا جاحد حاد عن جادة الصواب، وأن استغلال هذه المناسبات من قبل البعض للإتيان بأفعال وممارسات خاطئة مشينة سيجابه بقوة القانون. كما أن مملكة البحرين ومنذ سنوات طويلة تتعرض للمؤامرات والدسائس، لكنها تفشل الواحدة تلو الأخرى بسبب تكاتف الشعب والتفافه حول قيادته الرشيدة، وسوف تظل متميزة بتماسك شعبها ووحدته، وبانفتاحها وبما تتمتع به من حريات دينية وفكرية مصانة فيها، على الرغم أن هناك من الموتورين والمتآمرين من يسعى إلى استغلال هذا الانفتاح لتعكير صفو الأمن وشق الصف وزرع الفتنة. إن ما حدث مؤخراً في بعض قرى المحافظة الشمالية من التعدي والإساءة إلى رموز الوطن من قبل هذه الفئة المتطرفة في قريتي المالكية والديه أمر مستنكر وممجوج ويستهدف الإضرار بالنسيج الوطني، فجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه هو الراعي الأول للحريات الدينية في البحرين التي كفلها الدستور وهي ضمن مكتسبات العهد الإصلاحي لجلالته. ولعل من أهم ما يدل على ذلك ما صرح به مؤخراً فضيلة الشيخ محسن العصفور رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية من أن التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك المفدى أسفرت عن تحقيق نجاح باهر لموسم عاشوراء لهذا العام 1440 هجرية مما يعكس ما تتمتع به مملكة البحرين من حريات دينية وانفتاح كبير في إقامة الشعائر الدينية منذ القدم.. كما أشاد بما قدمته وزارات الدولة ومؤسساتها بتوفير كافة الإمكانيات والتسهيلات للمآتم والمواكب والحسينيات والتي كانت لها أبلغ الأثر في انجاح موسم عاشوراء. ولعلنا لا نبالغ بأن ردة الفعل الشعبية ضد هذه الممارسات المشينة تجلت في التصريحات التي صدرت عن بعض نواب البرلمان وعلى رأسهم المستشار أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب والشيخ عبد الحليم مراد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب والنائب البرلماني نبيل البلوشي والنائب البرلماني حمد الدوسري من استنكارهم الشديد وشجبهم لكل فعل مشين صدر عن هذه الفنة المخربة التي تتاجر بالطائفية على حساب وحدة الوطن واستقراره، مؤكدين على أن دولة القانون والمؤسسات ستتصدى لكل هذه الأفكار المسمومة التي تحاول العبث بالوحدة الوطنية. ونعود ونقول مرة أخرى لا وألف لا لتعكير صفو الوطن.
مشاركة :