انفجار يعطل تطور إشارات المرور لعقود

  • 9/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:  إبراهيم باهو قبل اختراع وسائل النقل مثل السيارات والدراجات الهوائية والنارية، كان الناس يسيرون في شوارع المدن بشكل عشوائي من دون تنظيم، وذلك لعدم وجود الطرقات التي نشاهدها اليوم، إلا أن هذه العملية تغيرت بشكل جذري مع تزايد أعداد البشر وظهور وسائل المواصلات الحديثة خاصة في المدن الكبيرة.ولعل أكبر مثال موثق حول تنظيم حركة السير في التاريخ، كان في العاصمة البريطانية لندن، في عام 1722، عندما وظفت الحكومة 3 أشخاص لتنظيم حركة مرور السكان القادمين إلى لندن القديمة من حي ساوثوارك على جسر لندن، وخاصة لمن هم على متن عربات تجرها الأحصنة. ثم بعد ذلك ظهرت الدراجات النارية التي شكلت ثورة في عالم التنقل، ولهذا السبب بدأت المدن الكبيرة في إيجاد حل لتنظيم السير وكانت البداية أيضاً في لندن إذ نُصبت فيها أول إشارة ضوئية في التاريخ وكانت تعمل وقتها بواسطة الغاز وذلك في 10 ديسمبر عام 1868، خارج قصر وستمنستر، المكان الذي يجتمع فيه أعضاء البرلمان في لندن، وكانت هذه الإشارة من تصميم مهندس السكك الحديدية والمخترع البريطاني جون بيك نايت، وخصصت لتنظيم حركة المشاة على شوارع «الجسر والبرلمان وجورج العظيم».كانت الإشارة التي نصبت في لندن تشبه الإشارات الضوئية الخاصة بالسكك الحديدية في ذلك الوقت، وكانت عبارة عن ذراعين متحركين بطول 6.7 متر، أحدهما باللون الأحمر والآخر باللون الأخضر للتحكم بالحركة في أثناء النهار، إضافة إلى استخدام الأنوار ليلاً، وكان يتحكم بها شرطي مرور يقف بجانبها طوال الوقت. ولم يستمر اختراع الإشارة المرورية في العاصمة البريطانية والتي غيرت شكل المرور فيها سوى شهر تقريباً، إذ انفجرت يوم 2 يناير 1869 وأدت إلى قتل الشرطي الذي كان يقف بجانبها، وتوقف تطورها لعقود في بريطانيا بسبب هذا الحادث.في بداية القرن العشرين وبعد انتشار السيارات بشكل كبير، عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تطوير الإشارة الضوئية البريطانية، وكان العالم الأمريكي إيرنست سيرين أول شخص تقدم ببراءة اختراع إشارة المرور الأوتوماتيكية التي نعرفها الآن. بعدها نصبت في العاصمة الفرنسية باريس أول إشارة في عام 1912، وكانت تديرها شرطية.في 1914 أضافت الشركة الأمريكية للإشارات الضوئية منبهاً صوتياً للتحذير في حال تغير لون الإشارة، وفي 1920 استبدل أحد رجال الشرطة المنبه الصوتي بنور ثالث، أما أول تحكم آلي بالإشارات فبدأ في مارس/‏ آذار 1922 في مدينة هيوستن بولاية تكساس.كانت أول إشارة مرور تعمل فقط باللونين الأخضر والأحمر، ولم تكن تشمل اللون الأصفر، وبدلاً منه، كانت يصدر عن الإشارات طنين للدلالة على أن لون الإشارة سيتغير بعد قليل.استخدمت عدة تقنيات في الإشارات المروية، ففي البداية استخدمت الإضاءات العادية وإضاءات الهالوجين والكيروسين، ولكن بسبب ضعف الإنارة وإمكانية توقف الإشارات بالكامل عن العمل، تستخدم الآن مصفوفة من الصمامات الثنائية الباعثة للضوء «إل إي دي».

مشاركة :