بين «محيط الرعب» وسان سيرو

  • 9/27/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يبدي هذه الأيام رئيس النصر سعود آل سويلم مخاوفه من تعرض لاعبي فريقه للإصابات بسبب سوء أرضية إستاد الأمير فيصل بن فهد، بالتزامن مع مطالبات أنصار ناديه وإعلامييه بأن يلعب النصر على إستاد جامعة الملك سعود، الذي حصل الغريم التقليدي الهلال على حقوق اللعب فيه وأصبح خاصاً بالنادي «الأزرق». من حق آل سويلم أن يبحث عن سلامة لاعبيه لكن ذلك لن يكون على مشاركة المنافس الأزلي في ملعبه بحسب تغريدة رئيسه الأمير محمد بن فيصل الذي شدد على أن «ملعب الهلال للهلال»، في إشارة لرفض الهلال القاطع بأن يشاركه أحد في ملعبه الذي كانت خطوة الانتقال إليه تاريخية وتحسب لإدارة الأمير نواف بن سعد. تحمل قصة هذه المماحكات شيئاً من صراع مدينة قطبي ميلانو الإيطالية إنتر ميلان وأيه سي ميلان حول ملعب بلدية المدينة الذي يحمل اسمين مختلفين، إذ يطلق عليه أنصار ميلان اسم «سانسيرو»، ويسميه محبو الإنتر بملعب «جوزيبي مياتسا» في إشارة للنجم الإيطالي الشهير الذي كان رمزاً للإنتر والذي مثل منافسه اللدود. كان الإستاد الشهير الذي يتسع لـ80 ألف متفرج معقلاً لـ»الروسونيري» وكان حين افتتح قبل أكثر من 90 عاماً يتسع لـ35 متفرجاً قبل أن يبني الإنتر طوابق أخرى من المدرجات ويصبح شريكاً في الملعب، لكن هذه الشراكة لطالما كانت مليئة بالقصص والأحداث. وبالعودة إلى محاولات النصراويين مشاركة غريمهم بـ»محيط الرعب» الذي أصبح ماركة «زرقاء» فإن النصر هنا يدفع ثمن عدم قدرة مسيريه السابقين على التقدم في مجال الاستثمار، إذ كان الملعب متاحاً لجميع الأندية والشركات للحصول على حقوق امتلاكه لفترة معينة، وهو ما نجح به مسيرو «الزعيم» الذين كانت فكرة الحصول على ملعب خاص بفريقهم تراودهم منذ حقبة الأمير عبدالله بن مساعد. أغفل النصراويون هذا الجانب، وأضحوا تحت ضغوطات جماهيرهم التي تطالب بملعب خاص أو على الأقل مشاركة منافسهم، وعدم تركه يتمتع بهذا التفرد وهي مطالبات عاطفية صرفة وغير منطقية، ذلك أنها لن تميز النصر عن الهلال الذي كان صاحب الأسبقية في هذا الاتجاه. ولأن النصر يمر بأفضل أوضاعه المادية بعد مكرمة سمو ولي العهد بسداد مديونيات الأندية، ولأنه جلب لاعبين بأرقام مالية ضخمة ولديه رئيس داعم فإن أفضل ما يقدمه آل سويلم لمحبي «فارس نجد» هو مشروع ملعب خاص بالفريق إنْ من خلال بناء إستاد جديد أو عبر استئجار أحد ملاعب العاصمة غير التابعة لهيئة الرياضة.

مشاركة :