اقتحم مئات المتدينين اليهود باحات المسجد الأقصى أمس، للاحتفال بعيد «العرش» اليهودي. وقال مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس إن حوالى 300 مستوطن اقتحموا باحات المسجد من باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من الشرطة الخاصة الإسرائيلية. وأشار إلى أن عدداً كبيراً منهم عناصر في منظمة «طلاب لأجل الهيكل»، وأنهم ردّدوا وبصوت مرتفع النشيد القومي الإسرائيلي خلال جولاتهم الاستفزازية في باحات المسجد، وحاول بعضهم إقامة صلوات. ولفت الدبس إلى أن الشرطة الإسرائيلية القائمة على بوابات المسجد، منعت موظفي لجنة الإعمار في الأوقاف من إدخال معدات إلى مسجد قبة الصخرة، ومنعتهم من العمل، واعتقلت اثنين منهم، هما: أنس الدباغ وعلي بكيرات. كما استدعت موظف قسم الإطفاء في الأوقاف عماد عابدين للقدوم غداً إلى مركز التوقيف والتحقيق في شرطة القدس «القشلة» الواقع في باب الخليل في القدس القديمة، واعتقلت الشاب محمد الحموري وهو يصلي في منطقة باب الرحمة في الأقصى ويتوقع أن يتواصل اقتحام مجموعات يهودية لباحات المسجد في الأيام المقبلة، تزامناً مع عيد العرش الذي يستمر حتى مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وشهدت باحات المسجد عشرات الاقتحامات طيلة الشهر الجاري الذي يشهد أعياداً دينية يهودية عدة. وتدّعي إسرائيل أن المسجد الأقصى مقام على أنقاض «الهيكل الثالث»، وتطالب بحصر الوجود الإسلامي في مبنى المسجد وإقامة «الهيكل» في باحاته الفسيحة البالغة مساحتها 144 دونماً. ويطالب بعض المتطرفين اليهود بهدم المسجد كلياً وإقامة الهيكل مكانه. وتشكلت في إسرائيل جماعات تطلق على نفسها اسم «منظمات الهيكل» تطالب بإعادة بناء الهيكل المزعوم في باحات المسجد. وتصاعدت في السنوات الأخيرة، الدعوات اليهودية للدخول إلى باحات المسجد، والمطالبات بتقسيمه زمانياً ومكانياً بين اليهود والمسلمين. وكان دخول اليهود إلى باحات المسجد الأقصى يجري بصورة فردية، وتحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، وخلال فترات السياحة الأجنبية الممتدة من السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة والنصف ظهراً. لكن الشرطة الإسرائيلية أخذت تسمح بدخول مجموعات كبيرة من اليهود إلى باحات المسجد، وتحت حراستها، ومن دون إشراف دائرة الأوقاف منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 تحت ذريعة توفير الحماية لهم. وتحوّلت هذه الذريعة مع الوقت إلى حقيقة دائمة على الأرض، إذ يشاهَد عشرات اليهود كل يوم، باستثناء الجمعة، وهم يجوبون باحات المسجد في مجموعات، ويتلقون شروحاً عن تاريخ الهيكل المزعوم. ويحاول بعضهم إقامة طقوس دينية في باحات المسجد لكن الشرطة تمنعهم من ذلك. واتبعت إسرائيل سياسة قضم تدريجي لمدينة القدس التي أعلنتها «عاصمة أبدية موحدة» لها عقب احتلالها في العام 1967. وأفادت مؤسسة «هيومن رايتش ووتش» في تقرير شهير لها عن القدس، جرى اقتباسه على نطاق واسع، بأن إسرائيل استولت حتى الآن على 57 في المئة من أرض القدس الشرقية، خصصت 35 في المئة منها لبناء المستوطنات وحوّلت 22 في المئة إلى مناطق خضراء ومرافق عامة. وأضافت المنظمة الدولية أن إسرائيل حصرت البناء الفلسطيني في 13 في المئة فقط من المدينة.
مشاركة :