محنة محمد باقر الصدر.. في كتابه فلسفتنا

  • 9/27/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في إحدى فصول الرد الفلسفي، يهاجم السيد محمد باقر الصدر، كلا من الفيلسوفين ديكارت وجان لوك، بسبب تبنيهما لنظرية المعرفة، بالإدراك الحسي، والتي يطلق عليها. السيد محمد باقر الصدر لم يقرأ معاني القرآن جيداً، حيث الآية الصريحة التي تقول: " فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(آل العمران 52). أي أن عيسى اتخذ قرارا مباشرا بعد احساسه اي علمه بكفرهم". وأن جميع المفسرين وأرباب اللغة والبلاغة، يفسرون الإحساس على انه بداية العلم ، ومنهم اللغوي أبي هلال العسكري، في كتابه الفروقات اللغوية، حيث يسير الى الفرق بين الإحساس والعلم ، على ان الإحساس هو بداية العلم. الحواس الخمسة يا سيدنا الجليل علمت الكائن البشري الحرارة والبرودة والأصوات والالوان وتذوق الأطعمة والسوائل والروائح. ثم يهاجم محمد باقر الصدر كلا الاتجاهين الراسمالي والاشتراكي، متهما الاول باستعباد الانسان بالعمل ، والثاني بحرمانه من تطلعاته الانسانية. لكن السيد الجليل لا يعطي حلا ولا يقترح نظرية بديلة، سوى الإيمان بالله والتضحية عبر الشعور الإيماني لكي تصل الى الجنه وانت فقير بن فقير ، وقد تعذب لأنك عشت فقيرا وجلبت الفقر لأهلك وذريتك. السيد محمد باقر الصدر يهاجم نظلم التأمين الصحي ويعتبره استعباد للإنسان ، وكان كليات الطب والأطباء وعلوم التشريح والادوية مجانية وتشبه قولهم: تفضل مولانا ، وتؤمر مولانا ، وكان الأطباء والممرضين والاداريين والتقنيين والحراس والسواق يعملون بلا رواتب مجانا لوجه الله . حين يلج الإنسان اتجاها لا تخصص له به ، ولا يملك معرفة مهمة فيه ، فالنتيجة هي السخرية وقيادة البسطاء الى الهاوية. كتاب فلسفتنا يجب ان يتغير عنوانه الى كتاب: "فلسفة محمد باقر الصدر". فكر محمد باقر الصدر، على ما يبدو، لا تجده بعيدا عن تفكير المالكي والجعفري وَعَبَد الفلاح السوداني، بل وحتى العبادي. فالأهم عنده أن ترفض النظرية المعرفية والعلمية لانها غربية وعليك ان تتحداها وان تقود قطيع المساكين الى الجنه بنظرية إسلامية لا ندري ماهية، وإن كانت بلا ماء وبلا كهرباء، والأتعس بلا كرامة إنسانية.

مشاركة :