الصين ترفض التفاوض مع واشنطن تحت الضغط

  • 9/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الصين أمس أن من المستحيل مواصلة المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة بينما «السيف مسلط» على رقبتها، وذلك بعد دخول رسوم جمركية أميركية جديدة على سلع صينية بقيمة 200 بليون دولار سنوياً، حيز التنفيذ. وتصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أول من أمس مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي تبلغ نسبتها 10 في المئة على سلع صينية. وقال نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين في مؤتمر صحافي إن «الولايات المتحدة اعتمدت للتو قيوداً تجارية كبيرة جديدة، فكيف يمكن إجراء مفاوضات والسيف مسلط على رقبتنا في هذا الشكل؟ لن تكون مفاوضات ومشاورات تجري في أجواء من الندية». وكانت بكين وعدت بالرد فوراً عبر فرض رسوم تبلغ 5 أو 10 في المئة على منتجات أميركية بقيمة 60 بليون دولار سنوياً. وأكد أن «هذه المشاورات أسفرت عن تفاهمات عديدة وحتى كانت موضوع بيان مشترك، ولكن الولايات المتحدة رفضت هذا التفاهم واتخذت إجراءات تجارية تقييدية». وأضاف «في هذه الأجواء، استمرار المفاوضات ليس ممكناً». وآخر تحرك أطلق ضد بكين يتعلق بأكثر من 250 بليون دولار من البضائع الصينية التي تشملها الرسوم الجديدة، ما يمثل نصف الصادرات الصينية السنوية إلى الولايات المتحدة. وردت الدولة الآسيوية العملاقة على كل من هذه الإجراءات ورفعت الرسوم الجمركية على ما قيمته 110 بلاين دولار من الواردات الأميركية، ما يمثل تقريباً كل الواردات الصينية من الولايات المتحدة. ولكن هذه المواجهة المتواصلة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تثير قلق المحللين. ولكن الصين لم تغلق باب المفاوضات أمس، إذ قال وانغ شوين: «نحن منفتحون على التفاوض لتسوية الخلافات الاقتصادية والتجارية، ولكن إذا أردنا أن تكون هذه المفاوضات فعالة، فعلينا أن نتعامل بندية وباحترام متبادل». وتابع: «استئناف المشاورات مرهون بالكامل بإرادة الولايات المتحدة». وقال مستشار الدولة الصيني وانغ يي لرجال أعمال خلال اجتماع في نيويورك إن المحادثات غير ممكنة في ظل «التهديدات والضغوط»، وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية. ونُقل عن وانغ يي قوله إن بعض القوى في الولايات المتحدة توجه انتقادات لا أساس لها إلى الصين في قضايا التجارة والأمن، ما سمّم مناخ العلاقات بين واشنطن وبكين وينم عن استهتار شديد. وأكد لأعضاء «مجلس الأعمال الأميركي الصيني» و «اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية»: «إذا استمر ذلك، فسيُدمر في لحظة المكاسب المحققة خلال السنوات الـ40 الأخيرة من العلاقات الصينية الأميركية». بدوره أكد نائب وزير التجارة الصيني واشنغ شو إن بلاده مضطرة للردّ على الولايات المتحدة في نزاعهما التجاري، والمصدرين الأميركيين بمن فيهم موردو الغاز الطبيعي المسال سيتضررون «بالتأكيد». وقال وانغ شو خلال مؤتمر صحافي أمس إن «ردّ بكين سيخلق فرصاً لدول أخرى مصدرة للغاز المسال، منها أستراليا التي تعتبر مصدراً مهماً للوقود للصين». إلى ذلك وقع ترامب ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن في نيويورك اتفاقاً جديداً للتجارة الحرة بين بلديهما، يتضمن عناصر مهمة لخفض العجز التجاري الأميركي مع سيول. ومن بين النقاط الرئيسة للاتفاق زيادة في حصة السيارات للشركات المصنعة الأميركية، حيث سيتمكن كل مصنع من إرسال ما يصل إلى 50 ألف سيارة إلى كوريا الجنوبية في المستقبل، أي أكثر من ضعف الحد السابق. وقامت سيول بتخفيف معاييرها البيئية للواردات الأميركية في مقابل إعفائها من الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الصلب، ولكن يجب عليها التمسك بالحصص.

مشاركة :