سجلت منظمة "أطباء بلا حدود" تزايد محاولات الانتحار وإلحاق الأذى بالنفس بين أوساط الأطفال اللاجئين المُحتجزين في مخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية. ودعت المنظّمة الإنسانية في بيان إلى "إجلاء طارئ للمحتاجين وبالأخص الأطفال إلى مأوى آمن في البر اليوناني بشكل أساسي، وإلى داخل دول أخرى في الاتحاد الأوروبي". وقالت المنظمة: "سياسة احتواء طالبي اللجوء على الجزر اليونانية أدّت إلى احتجاز أكثر من 9000 شخص، ثلثهم من الأطفال إلى أجل غير مسمى في مخيم موريا الذي تبلغ قدرته الاستيعابية القصوى 3100 شخص". وأضافت: "طواقم المنظّمة تعاين كل أسبوع الكثير من المراهقين الذين حاولوا الانتحار أو إلحاق الأذى بأنفسهم، وتستجيب للكثير من الحوادث الخطيرة الناجمة عن العنف وانعدام فرص الحصول على الرعاية الطبيّة الطارئة". وفي هذا السياق، قال المنسق الطبي في اليونان ديكلان باري: "يأتي هؤلاء الأطفال من بلدان في حالة حرب حيث اختبروا عنف وصدمات حادّة للغاية، وعوضا عن تلقي الرعاية والحماية في أوروبا، يختبرون الخوف المستمر والإجهاد وحوادث عنف إضافية تشمل العنف الجنسي". وأضاف: "علاوة على ذلك، يعيش اللاجئون في بيئة غير آمنة وغير صحية ونتيجة لذلك نرى الكثير من حالات الإسهال المتكرّر والالتهابات الجلدية لدى الأطفال من جميع الأعمار. ونظرا لهذا المستوى من الاكتظاظ والظروف غير الصحية، فإن خطر تفشي الأمراض مرتفع للغاية". من جانبها، قالت رئيسة بعثة المنظمة في اليونان لويز رولاند غوسلين: "هذا هو العام الثالث الذي تدعو فيه المنظّمة السلطات اليونانية والاتحاد الأوروبي إلى تحمّل مسؤولية إخفاقاتهم الجماعية ووضع حلول مستدامة لتفادي هذا الوضع الكارثي". واستطردت: "حان الوقت لإجلاء الأفراد الأكثر حاجة فورا إلى مآوى آمنة في البلدان الأوروبية الأخرى وإيقاف هذه الدوامة اللامتناهية من الاحتقان الطارئ والظروف الرهيبة التي نشهد عليها في موريا. حان الوقت لإنهاء الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا". الجدير بالذكر أن "أطبّاء بلا حدود" تعمل خارج مخيم موريا مع التركيز على طبّ الأطفال والصحة النفسيّة للقاصرين والصحة الجنسيّة والإنجابيّة منذ أواخر عام 2017. المصدر: أطباء بلا حدود
مشاركة :