قال الشيخ محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة رحمه الله في تسجيل صوتي له أن العلوم الحديثة اعانتنا كثيرا في فهم أحكام الله ، فوجدوا أنه في كل تكاثر سواء كان بين الإنسان او الحيوان كلما ابتعدنا بين الذكور والإناث يجيئ النسل قويا في الصفات ، لأنه كلما كان الذكر والأنثى قريبين ينشأ النسل ضعيفا ولذا لجأوا الى ما يسمى " بالتهجين " ومعناه ان نأتي للإناث بذكور من بعيد.وأضاف إمام الدعاة رحمه الله خلال تعليقه على ظاهرة زواج الأقارب قائلا: " قبل ظهور الإسلام قال العرب اغتربوا في الزواج اي لا تتزوجوا الاقارب ، ومن خلال الاستقراء وجد ان العائلات التي جعلت ان الزواج يكون بين ذكورها وإناثها فقط أصيبوا بالضعف العقلي والجسدي والضعف المناعي بعد فترة طويلة".وتابع: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتربوا لا تضووا " أي لا تتزوجوا الأقارب حتى لا تصابوا بالضعف والوهن .واستدل إمام الدعاة بالمزارعين الذين يزرعون البطيخ ويحضروا بذور البطيخ من أمريكا وعندما يطرح بشكل جيد تجدهم يأخذون البذور من نفس هذا الطرح فيضعف الإنتاج في الموسم التالي لأنهم أخذوا البذور من نفس المنتج .وأوضح الشيخ الشعراوي ان ما جاء به الحق سبحانه وتعالى في قوله : " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)" ، فهذه الآية جاءت لتؤكد ضرورة عدم الزواج بين الأقارب ، وانه إذا كان عدم زواج الأقارب عملية أدبية فهو أيضا عملية عضوية .
مشاركة :