أردوغان يسعى للتقارب مع ألمانيا وإصلاح العلاقات المتوترة

  • 9/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومة الألمانية عشية زيارته الرسمية لألمانيا اليوم الخميس على إدراج حركة فتح الله كولن، التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في 2016، على قائمة المنظمات الإرهابية.ودعوة أردوغان، التي جاءت في مقال نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه، لدى وصوله في زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام، ألقت الضوء على الصدع الذي يحتاج الرئيس التركي إلى رأبه إن كان يسعى لإصلاح العلاقات السياسية والتجارية المتوترة.وتقول ألمانيا إنها بحاجة لمزيد من البراهين التي تربط شبكة أنصار رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة والتي تطلق عليها تركيا تنظيم كولن الإرهابي بالمحاولة الفاشلة للإطاحة بأردوغان.وفي حين نقل أردوغان عبر بوابة براندنبورج الشهيرة إلى الفندق الذي سيقيم فيه، أبرزت مزاعم بأن ضابط شرطة من برلين كان يتجسس على المعارضين في المنفى لصالح الأجهزة الأمنية التركية حالة عدم الثقة المتبادلة بين الطرفين.وغضبت أنقرة من رفض ألمانيا تسليم عسكريين تتهمهم تركيا بالمشاركة في محاولة الانقلاب بعد طلبهم حق اللجوء. وتشعر برلين بالقلق على مصير عشرات الآلاف من المسجونين في إطار حملة أعقبت ذلك ومنهم عشرات المواطنين الألمان.لكن في ظل أزمة الاقتصاد التركي ووجود ثلاثة ملايين شخص في ألمانيا من أصل تركي واعتماد ألمانيا على تركيا للمساعدة في احتواء أزمة المهاجرين السوريين خارج حدود أوروبا، يريد الجانبان تنحية خلافاتهما.وقال الرئيس التركي في المقال "نسعى إلى تحقيق هدف تعزيز علاقاتنا التجارية والاقتصادية... دعونا نزيد من مصالحنا المتبادلة ونقلص من مشكلاتنا من أجل رخاء ومستقبل بلدينا".وخلال الزيارة سيلتقي أردوغان مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ثلاث مرات. لكن برلين تشعر بالقلق من تقديم تنازلات كثيرة سريعا.وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة (آر.إن.دي) "هذه الزيارة ليست علامة على التطبيع... لكن قد تكون بداية لذلك. بعد صدمة محاولة الانقلاب في 2016، نتوقع العودة إلى حكم القانون".وبعد نمو سريع استمر لسنوات تشهد تركيا زيادة عبء ديونها الخارجية الثقيلة نتيجة هبوط الليرة 40 في المئة هذا العام، وتفاقمت الأزمة بعد أن فرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات على أنقرة ردا على احتجازها قسا أمريكيا.وتجمع متظاهرون في مطار في برلين قبل ساعات من وصول أردوغان احتجاجا على حال حرية الصحافة في تركيا حيث سجن عشرات الصحفيين المعارضين. وانتظر آخرون قرب الفندق الذي سيقيم به.وقال مايكل روت وزير الدولة بوزارة الخارجية لمحطة إذاعة دويتشلاند فونك "يتعين أن نتحدث معا... لا توجد دولة أخرى خارج الاتحاد الأوروبي علاقاتنا معها بهذه الأهمية وبهذه الصعوبة في ذات الوقت".ونفى الطرفان افتراضات بأن تركيا قد تطلب مساعدة مالية من ألمانيا أو من الاتحاد الأوروبي. لكن التقارب قد يفتح الطريق أمام استثمارات قيمة من شركات تصنيع ألمانية أبعدتها التوترات التي شهدتها تركيا في الفترة الأخيرة.وحذرت السلطات، القلقة من تأثير أردوغان على أتراك ألمانيا، الرئيس التركي من إطلاق حملات دعائية صريحة لدى افتتاحه مسجدا يوم السبت في كولونيا التي توجد بها واحدة من أكبر الجاليات التركية في ألمانيا.وتعتمد ألمانيا على تركيا في وقف تدفق اللاجئين السوريين لتفادي تكرار ما حدث عام 2015 حين وصل مليون مهاجر إلى ألمانيا وهو الأمر الذي أحدث هزة على الساحة السياسية الأوروبية وأضعف المستشارة أنجيلا ميركل.وتولي أنقرة اهتماما بالغا بالجاليات التركية في جميع أنحاء العالم. وقد أصبح ذلك واضحا عندما أعلنت شرطة برلين أن هناك ضابطا يشتبه في قيامه بالعمل مع أجهزة الأمن التركية. وقالت صحيفة تاج شبيجل إنه سرب عنوان أحد المعارضين المقيمين في برلين.وقالت الشرطة في تغريدة على تويتر "إذا تأكدت الشكوك، فحينها لن يكون قد حدث حنث باليمين فحسب بل ارتكبت جريمة خطيرة... لا يمكن إصلاح الضرر الناجم عنها".

مشاركة :