عقب جولة من التوتر أعقبت إسقاط الطائرة الروسية عن طريق الخطأ، قدمت إسرائيل عرضاً مغرياً إلى دمشق لفتح معبر القنيطرة الحدودي، قابلته إيران بتوعدها بدفع ثمن باهظ في حال واصلت مهاجمة الجيش السوري وحلفائه في سورية. غداة تأكيده أن منظومات S300 الروسية ستكون هدفاً مشروعاً في حال استخدمت ضد الطائرات العبرية، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، استعداد تل أبيب لفتح معبر القنيطرة كما كان سابقاً، معتبراً أن «الكرة موجودة الآن في ملعب دمشق». وأكد ليبرمان، خلال تفقده معبر القنيطرة الحدودي مع سورية في الجولان، أن «إسرائيل لم ولن تتدخل في حرب سورية أو شؤونها الداخلية في حال لم يتدخل (الرئيس بشار) الأسد في شؤونها وذلك سيكون تصرفاً حكيماً جداً من جانبه»، وكل ما يهمها هو ضمان أمن مواطنيها». وأكد ليبرمان أن إسرائيل مستمرة «بشكل سري في اتصالاتها مع روسيا حتى بعد أسقاط الطائرة الروسية»، وذلك بعد ساعات من تطرقه، أمس الأول، إلى رد فعل إسرائيل في حال تسلم الأسد منظومات S300 من روسيا، مشدداً على أن سيتم ضربها في حال استخدمها ضد الطائرات الإسرائيلية. في المقابل، شدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على أن إسرائيل ستندم إذا واصلت مهاجمة الجيش السوري وحلفائه، متهماً «الكيان الصهيوني بالسعى إلى استمرار الأزمة عبر دعم المجموعات الإرهابية واستهدف الجيش السوري والقوات المحاربة للإرهاب». وقال شمخاني، خلال استقباله أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في طهران، إن «التعاون الأمني بين إيران وروسيا أدى دوراً حاسماً في إدارة أزمات المنطقة»، محذراً من «خطر نهج التفرد وإضعاف المؤسسات الدولية الذي تتابعه الإدارة الأميركية على أمن واقتصاد العالم». استمرار الحرب وقبله، حمّل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إيران «المسؤولية المباشرة لاستمرار الحرب في سورية»، مشيراً إلى أن «الإدارة الأميركية هي في نفس النقطة مع جميع البلدان التي دفعت الثمن في الشرق الأوسط بسبب شرور إيران». وقال ماتيس، عقب لقائه نظيره الروماني ميهاي فيوريل فيفور، أمس الأول، «تسببوا في كل شيء بدءاً من اليمن، ولبنان، وإبقاء نظام الأسد، وطالما استمر هذا السلوك القاتل لإيران، فإن الإدارة الأميركية وجميع حلفائها سيكونون بالتأكيد في نفس النقطة». معركة إدلب وسط ترقب لحسم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) موقفها من الاتفاق التركي- الروسي، الذي حال دون تنفيذ الجيش السوري هجوماً واسعاً معقلها الأكبر على الإطلاق، أبدت فصائل المعارضة المعتدلة أمس، ثقة متزايدة في أن خصومها من المتشددين سيلتزمون بشرط مغادرة المنطقة منزوعة السلاح بحلول منتصف شهر أكتوبر المقبل. وأوضح مسؤول كبير بالمعارضة أن «النصرة» بعثت بإشارات سرية إلى الجيش التركي من خلال أطراف ثالثة في الأيام الماضية لتوصيل رسالة مفادها أنها ستلتزم بالاتفاق، مشيراً إلى أن «الأمور تسير بشكل جيد». ولم يرَ مسؤول آخر تهديداً باندلاع مواجهة لأن الاتفاق لا يسعى لإجبارها على تسليم أسلحتها. وقال رئيس حكومة المعارضة السابق أحمد طعمة: «أرى أن الأمور ستكون وفق الاتفاق بحلول المدة الزمنية المقررة». اقتتال وفصل ذكر مصدر بمخابرات المنطقة أن المتشددين يخففون حدة موقفهم لتجنب قتال طاحن مع المعارضة المعتدلة يمكن أن يفسد الاتفاق ويسمح للنظام وروسيا بالمضي في حملة إدلب. وذكر مصدر كبير بالمعارضة أن المخابرات التركية تجري مساعي مستترة منذ شهور لفصل أجانب «النصرة» عن السوريين، الذين يمكن إعادة تأهيلهم، موضحاً أن توجيه ضربات دقيقة سيساعد في التعامل مع الذين يستخدم النظام وروسيا وجودهم ذريعة للهجوم على إدلب. وتوقع القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير عبدالسلام عبدالرزاق عملية سلسة بمجرد إتمام الاستعدادات اللوجستية مع تركيا، مبيناً أن «موضوع سحب السلاح الثقيل من الجبهات ليس بالأمر الصعب فأغلبها تتمركز بعيداً عن الخطوط الأمامية». العملية السياسية وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة، عقد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران سيرغي لافروف ومولود جاويش أوغلو وجواد ظريف اجتماعاً ناقش بشكل مفصل تسريع جهود إطلاق عمل اللجنة الدستورية وصياغة دستور جديد لسورية من أجل البدء بعملية سياسية، بالاستناد إلى مؤتمر سوتشي في يناير الماضي وقرار مجلس الأمن رقم 2254. وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أن الدول الضامنة لاتفاق أستانة على اتصال مستمر مع المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا لإطلاق عمل اللجنة الدستورية.
مشاركة :