كرر وزير الخارجية عادل الجبير، الأربعاء، موقف السعودية الرافض لأي تدخل في شؤونها. وقال خلال كلمة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، مساء الأربعاء، معلقاً على مسألة التوتر الحاصل بين كندا والمملكة، ومتوجهاً في حديثه إلى المسؤولين الكنديين: «تطالبوننا بالإفراج الفوري، هل نحن جمهورية موز؟». وأكد في كلامه قائلاً: «القيام بذلك يعني الدخول في لعبة لمتطرفين أو عرقلة عملية الإصلاح». وتابع: «إذا لم نتخذ خطوات، فهذا يعني أننا ضعفاء. وإذا اتخذنا خطوات فإننا سنضر بعلاقاتنا مع دولة صديقة. ليس نحن من أضر بالعلاقات، بل أنتم، أصلحوا الأمر إذا، فأنتم مدينون لنا باعتذار». وأضاف: «يمكنكم التحدث معنا حول حقوق الإنسان في أي وقت تريدون ويسرنا أن نجري هذا الحوار ونقوم به مع كل حلفائنا، ولكن أن تتلى علينا المحاضرات؟ مستحيل، لن يحدث ذلك.. كفى يعني كفى، لا نريد أن نكون كرة قدم في السياسة الداخلية في كندا.. هكذا أصبحنا، اعثروا على كرة أخرى للعب بها ليس السعودية، ولهذا كان رد الفعل في بلدنا في غاية القوة، والحل سهل جدا، اعتذروا، قولوا إنكم أخطأتم». يذكر أن مصطلح «جمهورية الموز» قديم ويستخدم في السياسة المعاصرة للدلالة على الدول غير المستقرة، وعديمة السيادة والاستقلالية. وكانت المملكة قد أعلنت الشهر الماضي قطع العلاقات مع كندا بسبب تصريحات كندية رسمية وصفت بـ«العدائية»، وبالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للمملكة، وذلك على خلفيات مطالبة كندا بالإفراج عن بعض الأشخاص الذين أوقفوا بقرارات قضائية، وفق الإجراءات القانونية الرسمية، ويخضعون للمحاكمة. من جانب آخر، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن بلاده لا تريد أن يكون لها أي تعامل مع قطر التي تدعم الإرهاب منذ التسعينيات. وخلال ندوة نظمها مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن الأربعاء، رد الجبير على سؤال بشأن ما وصفه صحفي بتوتر العلاقات مع الدوحة، قائلا: «هو ليس توتر علاقات، نحن لا نريد أن يكون لنا أي تعامل معهم». وقال وزير الخارجية السعودي إن قطر دفعت فدى للجماعات الإرهابية، وكانت تحاول زعزعة أمن المملكة العربية السعودية. وأوضح الجبير: «منذ منتصف التسعينيات تدعم قطر الإرهابين والمتطرفين، فتحت أراضيها لاستقبالهم وإيوائهم واستقبال قادة زعماء الإخوان الإرهابية، وهو ما أدى إلى ظهور القاعدة والنصرة والتكفير والهجرة وعدد من الحركات الإرهابية المتطرفة الأخرى». ولفت الجبير إلى أن القطريين «سمحوا للمتطرفين أن يظهروا على شاشاتهم وإعلامهم ليبرروا العمليات الإنتحارية الإرهابية.. وهذا شىء غير مقبول». وأضاف وزير الخارجية السعودي أن «أحد زعماء القاعدة دخل المملكة بجواز سفر قطري. والقطريين يعلمون ذلك، والأمريكيون يعلمون ذلك.. العالم كله يعرف ذلك» كما دعمت قطر «جماعات في دول الخليج لتسبب مشاكل لحكومات هذه الدول وتزعزع استقرار المنطقة.. لماذا يفعلون ذلك؟!». وأشار الجبير إلى دفع قطر فديات للجماعات الإرهابية من بينها 500 مليون دولار لكتائب حزب الله بالعراق و60 مليون دولار لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. ولفت الوزير السعودي إلى الدور القطري في ليبيا حيث استخدمت الدوحة وسائل إعلامها لنشر الكراهية وأرسلت أسلحة لميليشات القاعدة هناك. كما تحدث الجبير عن المؤامرة القطرية مع النظام الليبي السابق ضد السعودية، قائلا إن أمير قطر السابق حمد بن خليفة «كان يتفق مع القذافي على كيفية القضاء على المملكة العربية السعودية وإنهاء العائلة المالكة خلال 10 سنوات.. هذا غير مقبول». وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو 2017 علاقاتها مع قطر، بسبب دعم الأخيرة للجماعات الإرهابية وإيواء متطرفين وعملها بالتعاون مع إيران على زعزعة استقرار الدول العربية.
مشاركة :