قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الخميس، إنه إذا شردت كوريا الشمالية عن مسار الدبلوماسية ونزع السلاح النووي، فإن ذلك «سيؤدي حتماً إلى مزيد من العزلة والضغوط»، وأضاف «تطبيق عقوبات مجلس الأمن يجب أن يستمر بقوة وحزم، حتى نصل إلى نزع السلاح النووي بشكل كامل ونهائي ويمكن التحقق منه... يجب أن يكون أعضاء المجلس مثلاً يحتذى في هذا الجهد».بينما دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال اجتماع لمجلس الأمن برئاسة نظيره الأمريكي بومبيو، إلى تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية، قائلاً إنه «من غير المقبول» أن تتحول إلى «عقاب جماعي». وأعرب لافروف، عن أسفه لأن مجلس الأمن، وبسبب الموقف الصارم الذي تتخذه الولايات المتحدة، لا يواكب تطور الأزمة «بإشارات إيجابية»، وقال: إنه «من غير المقبول أن تتحول العقوبات ضد كوريا الشمالية إلى أداة للعقاب الجماعي».وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إنه لا يوجد إطار زمني لنزع كوريا الشمالية لسلاحها النووي، في الوقت الذي يعتزم فيه وزير خارجيته مايك بومبيو، زيارة بيونج يانج مرة أخرى الشهر المقبل، للإعداد لقمة ثانية بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.وقال ترامب للصحفيين في نيويورك «أعتقد أننا سننجز حقاً شيئاً، سيكون في غاية الأهمية لكننا لن نلعب لعبة الوقت... لا بأس إذا استغرق الأمر عامين أو ثلاثة أعوام أو خمسة أشهر»، وجاءت تصريحات ترامب، بعد أن عقد بومبيو اجتماعاً مع وزير خارجية كوريا الشمالية وصفه بأنه إيجابي للغاية. وسيزور بومبيو، بيونج يانج مجدداً الشهر المقبل للإعداد لقمّة ثانية.وكتب على «تويتر» قائلاً: إن اجتماعه مع ري يونج هو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كان يهدف إلى بحث القمة «والخطوات المقبلة نحو نزع سلاح كوريا الشمالية»، وأضاف «لا يزال هناك الكثير من العمل، لكننا نواصل التحرك للأمام»، وستكون هذه رابع زيارة يقوم بها بومبيو لبيونج يانج هذا العام. وقالت وزارة الخارجية، إن هدف الاجتماع هو «تحقيق مزيد من التقدم بشأن تنفيذ الالتزامات التي تمخضت عنها قمة سنغافورة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، بما في ذلك نزع الجمهورية الكورية سلاحها النووي نهائياً والتحقق من ذلك بشكل كامل، بالإضافة إلى الإعداد لقمة ثانية». وعقد ترامب، قمة كانت الأولى من نوعها مع كيم في سنغافورة يوم 12 يونيو/حزيران انتهت بتعهد فضفاض من كيم بالعمل نحو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، لكن التزامات كيم وأفعاله لم ترق إلى المطالب الأمريكية، التي تشمل قائمة كاملة ببرامج الأسلحة الكورية الشمالية وخطوات لا يمكن التراجع عنها للتخلي عن ترسانة نووية قد تمثل خطراً على الولايات المتحدة. وقال ترامب أمس الأول الأربعاء، إن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ترتبطان «بعلاقة رائعة تتطور» مشيراً إلى أنه سيعلن «في وقت قريب جداً» عن موعد ومكان اجتماعه المقبل بكيم. وقال بومبيو لشبكة (سي.بي.إس)، إن المسؤولين الأمريكيين يعملون على «ضمان تهيئة الأجواء» لقمّة ثانية. وأضاف أن أي قمّة في المستقبل قد تعقد في أكتوبر/تشرين الأول، لكنها على الأرجح ستكون بعد ذلك. واختلفت تصريحات ترامب عن كوريا الشمالية هذا العام اختلافاً جذرياً، عن تلك التي أدلى بها خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، عندما هدد بتدمير البلد تماماً واستهزأ بكيم واصفاً إياه بأنه «رجل الصواريخ» في «مهمة انتحارية». وفي خطابه للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، أثنى ترامب على كيم، لشجاعته في اتخاذ خطوات نحو نزع السلاح لكنه قال إنه لا يزال هناك الكثير من العمل وإن العقوبات ينبغي أن تظل مفروضة حتى تنزع بيونج يانج سلاحها النووي.وأبلغ ترامب مجلس الأمن الدولي أمس الأول الأربعاء، أن الكثير من الأمور الإيجابية تحدث خلف الكواليس و«بعيداً عن الإعلام» فيما يتعلق بكوريا الشمالية، وأضاف «لذا أعتقد أنه ستصلكم أنباء طيبة للغاية من كوريا الشمالية خلال الأشهر والأعوام المقبلة»، وذكر ترامب أن كيم أكد له مجدداً التزامه بالنزع الكامل للسلاح النووي، «في رسالة قوية» موجهة له شخصياً، وقال «أعتقد أننا سنبرم صفقة... لكن للأسف لكي نضمن استمرار هذا التقدم فلا بد أن نطبق قرارات مجلس الأمن الدولي القائمة حتى يتم نزع السلاح النووي».(وكالات)
مشاركة :