قال الشيخ أحمد بن نايف الفيصل الجربا في يوم 21 جمادى الأولى 1351ه تم الإعلان رسمياً عن توحيد المملكة، وبهذه المناسبة يسرني أن أتقدم بصادق التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي. وفي هذه المناسبة الغالية أيضاً نحمد الله أن مَنَّ على هذه البلاد المباركة بدين قويم وقيادة رشيدة وشعب مخلص وفي، ونحمد الله على نعمة الأمن والإيمان والسلام. فقبل (88) عاماً تم الإعلان رسمياً عن توحيد هذه البلاد الغالية، وقد كان لهذا الحدث التأثير البالغ والمهم في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر، فقد تحقق مجد وإنجاز يشبه الإعجاز وقوة مؤثرة فتية تستند على مبادئ إسلامية راسخة، توحدت على يد قائد فذ، جعله الله سبباً في نصر دينه وسؤدداً لشعبه وأمته. ونحن نحتفل بهذا اليوم الوطني المهم نجدها فرصة سانحة لندرك كثيراً من المعاني العميقة والعظيمة التي يعنيها لنا هذا اليوم، إنه يحمل الكثير من المعاني التي ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال، والتي تطل من علوم المجد على ماضٍ مملوء بالمنجزات العظيمة وحاضر مشرق تسطع فيه شمس التقدم والنماء ومستقبل مفعم بالأمل والطموح للأفضل. وعندما نطل من خلال الماضي، فإننا نتذكر قائداً فذاً عظيماً في إيمانه ورؤيته ومبادئه ومنجزاته، إنه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي يدين الجميع له بالفضل بعد الله، فقد استعاد الحكم وأسس الدولة ووحد البلاد والعباد وألف بين القلوب وبسط العدل والأمن وحمل لواء العقيدة الإسلامية. وعندما تعود ذاكرة الوطن إلى الماضي أيضاً فإننا نتذكر قادة وملوكاً أوفياء وفوا بالعهد لربهم ولقائدهم ووالدهم الذي خط النهج ولشعبهم أيضاً، وبعد عقود مملوءة بالكفاح والإنجاز سلّم الأمانة الملك عبدالعزيز لأبنائه الملوك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ثم عبدالله رحمهم الله جميعاً، وكانوا خير خلف لخير سلف، وستتذكرهم الأجيال بكل العرفان والتقدير لما قاموا به من حفاظ على نهج القائد المؤسس وبما قاموا به من بناء وتطوير. وعندما نرى الحاضر المشرق للوطن اليوم يتملكنا الفخر والاعتزاز والذي يرعى مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبمؤازرة من ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نرى دولة قوية لا تحيد عن النهج القويم الذي خطه المؤسس متمسكة بعقيدتها ومبادئها الإسلامية السمحة، دولة لها مكانتها الإقليمية والعربية والدولية، ولها التأثير الفعال في هذه المحافل وتلعب دوراً مركزياً ومهماً في تثبيت السلم والاستقرار العالمي، نرى قوة اقتصادية هائلة، وقوة سياسية مؤثرة وعلاقات دولية لها قوة التأثير على الأحداث، ونرى وحدة وطنية قوية ومواطنين ملتفين دائماً حول قيادتهم، ونرى ذلك من خلال المناسبات والأحداث والحمد لله، كل هذا يحدث بفضل السياسة الحكيمة التي يتبناها الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - صاحب الأيادي البيضاء الممدوة، إلى الخير دائماً، وصاحب المبادرات الموفقة والمكرمات التي لا تنتهي وصاحب الرؤى والإصلاحات والإنجازت العظيمة التي نلمس آثارها الإيجابية يوماً بعد يوم علينا كمواطنين، وكل ما يفعله - حفظه الله - من أعمال جليلة وجهود جبارة هو لتعزيز مكانة ورفعة هذه البلاد ولتعزيز مكانة العرب والمسلمين، هذا بالإضافة إلى ما نشاهده من إنجازات داخل الوطن تشمل التعليم والصحة والأمن وغيرها من الإنجازات المتعددة في سباق مع الزمن لتعزيز مكانة الوطن والمواطن، فجزاه الله عنا وعن شعبه خير الجزاء. أسأل الله العظيم أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والإيمان وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين إنه سميع مجيب.
مشاركة :