أكد د. وليد الكيالي أن احتفالية الوطن بالذكرى ال 88 لتوحيده على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه تعد احتفاء بنعم الأمن والاستقرار التي تنعم بها بلادنا الغالية، حيث إنه يوم في التاريخ لا ينسى ذلك اليوم الذي وحّد فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة عظيمة سطر بطولتها هذا الرجل العظيم الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ.. فالملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله كان بطلاً حقيقياً وقائداً فذاً وسياسياً بارعاً سبق زمانه في رؤيته الطموحة وتطلعه لاستعادة مجد الأمة في ظروف بالغة الصعوبة. وقال د. الكيالي في حوار خاص ل «اليمامة» بمناسبة اليوم الوطني أن المملكة تنعم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بنعم لا تعد ولا تحصى ويجب علينا جميعاً اليقظة والحذر والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة أسرة واحدة على قلب رجل واحد وألا نسمح بفتح أي ثغرات للفتن التي أودت بالأمم من حولنا. محفورة في الشرايين * اليوم الوطني مناسبة وطنية كبرى وغالية في وجدان كل مواطن ولها معانٍ ومضامين عميقة في قلوب السعوديين كافة.. ما الذي يمنحها كل هذه الرمزية في تقديرك؟ - ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ذكرى غالية وعزيزة على قلب كل مواطن وعربي ومسلم. وهي ذكرى تطل علينا في كل عام لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي المهم وهو يوم الخميس 21 من جمادى الأول 1351ه الموافق الأول من الميزان ويقابل 23 سبتمبر 1932م وهو يوم محفور في ذاكرة التاريخ منقوش في فكر ووجدان المواطن السعودي.. إنه يوم لا يُنسى.. ففي ذلك اليوم وحد فيه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شتات هذا الكيان العظيم وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة عظيمة سطر بطولتها هذا الرجل العظيم الذي استطاع بفضل الله ثم بما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته ثابتاً على دينه.. فالملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله كان بطلاً حقيقياً وقائداً فذا وسياسياً بارعاً سبق زمانه في رؤيته الطموحة وتطلعه لاستعادة مجد الأمة العربية والإسلامية، وتكمن عظمة الملك عبدالعزيز في أنه استطاع إنجاز مشروعه العملاق بأقل الإمكانات وفي ظروف بالغة الصعوبة؛ وهنا تكمن عظمة هذه المناسبة مناسبة التوحيد والتأسيس، فالمنجز كبير وشكل نقطة فاصلة في تاريخ شبه الجزيرة العربية ومسارات واقعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وأصبحت تقود العالم الإسلامي ولها ثقل كبير وملموس في المجتمع الدولي. أصالة ومعاصرة * ما الثابت الذي يجب إبقاؤه وما المتغير في مسيرتنا الحضارية؟ - اليوم الوطني يعد محطة مهمة تتوقف عندها الأجيال السعودية لتصفح صفحات البطولة والتوحيد والبناء التي رسخ ثوابتها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية نموذجاً فريداً لمعاني الوحدة وقوة التلاحم وترابط النسيج الاجتماعي والتمسك براية التوحيد والقيم الفاضلة. إن الاحتفاء باليوم الوطني يعكس عظم الإنجاز والتمسك بثوابت وقيم دينية عظيمة أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وتابع مسيرته ونهجه من بعده أبناؤه الملوك البررة، وقد تأسس هذا الإنجاز على ثوابت عظيمه في مقدمتها التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتسخير الجهود وتذليل جميع الصعاب مع الأخذ بأسباب الرقي والحفاظ على القيم والثوابت لتحقيق النمو والتطور بجميع ربوع الوطن. ويمثل اليوم الوطني بالنسبة للشعب السعودي وقفة تأمل واستذكار لمسيرة الإنجازات التي تحققت في عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله لتبلغ ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي قفز بالمملكة العربية السعودية لآفاق جديدة. فمنذ العام الذي تولى فيه الملك سلمان الحكم، شهدت المملكة العربية السعودية في هذه السنوات القلائل قفزات على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها ورسم مرحلة جديدة مشرقة لمستقبل الوطن. منجزات متجددة * كيف ترون تفاعل المواطنين مع هذه المناسبة الغالية؟ - يحق للمواطنين أن يحتفلوا بيوم الوطن والاحتفاء بهذه المناسبة هو في الحقيقة احتفاء بكل الإنجازات والمكتسبات الوطنية التي تحققت خلال سنوات الحكم السعودي منذ عهد الملك عبدالعزيز وهي إنجازات كبيرة بكل المقاييس، فالطفرة التنموية والنهضة الحضارية التي يقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان تشكل إضافة كبيرة لمنجزات المملكة التي تحققت في عهد ملوكنا السابقين منذ عهد الملك عبدالعزيز ثم الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله جميعاً. إن في حياة الأمم والشعوب أياماً هي من أنصع تاريخها ويومنا الوطني لبلادنا الطاهرة تاريخ بأكمله إذ يجسد مسيرة جهادية طويلة خاضها البطل الموحد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ومعه أبطال مجاهدون هم الآباء والأجداد - رحمهم الله جميعاً - في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده.. تحت راية واحدة وهي راية التوحيد. ومثلما كان اليوم الوطني تتويجاً لمسيرة الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد فقد كان انطلاقة لمسيرة جهاد آخر.. جهاد النمو والتطور والبناء للدولة الحديثة التي أضحت دولة عظيمة بقادتها وشعبها وقوتها وتشكل قوة ضاربة اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً وعلامة فارقة في شبه الجزيرة العربية ومحل ومحط أنظار دول العالم. واجب المواطنين * الانتماء للوطن يفرض علينا واجبات ومسؤوليات نحوه.. في اعتقادكم ما أهم هذا الواجبات علينا كمواطنين؟ - المواطنة بحد ذاتها مسؤولية فكل من تشرف بحمل هوية هذا الوطن العزيز يجب عليه أن يكون جندياً مخلصاً للوطن يحرص على أمنه واستقراره ويتمسك بقيمه وتقاليده ولا يسمح لأي حاقد بالتسلل لإلحاق الضرر بالوطن وثرواته المادية والبشرية، وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه القلاقل والفتن تصبح مسؤولية المواطنة مضاعفة؛ فنحن جميعاً مطالبون أن نقف سداً منيعاً يحول دون امتداد شرر هذه الفتن إلى أرض الحرمين الطاهرة، وأن نكون جميعاً على قلب رجل واحد خلف قيادتنا الوفيه المخلصة في جهودها لحماية وطننا وسيادتنا وأمننا واستقرارنا. نعمة الأمن * تعيش المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حالة من الاستقرار والأمن في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات وفوضى.. كيف يمكننا المحافظة على أمننا واستقرارنا في هذا الزمن المضطرب؟ - نعم بلادنا تنعم بحمد الله وفضله بنعم كثيرة أهمها نعمة الأمن والاستقرار والاطمئنان إضافة للرخاء والعيش الرغيد فالمواطن السعودي يحظى بالفعل برعاية من دولته يحسده عليها حتى مواطنو الدول الأكثر تقدماً في هذا العالم. فالمملكة اليوم واحة أمن وسلام واطمئنان مثلما كانت دائماً منذ أن وحدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تحت راية لا إله إلا الله، وقادة هذه البلاد المباركة يعملون ليل نهار على بناء وتنمية هذا الوطن وخدمة شعبهم. وخادم الحرمين الشريفين واجه المهددات الأمنية بحزم وعزم وحفظ للمملكة سيادتها وعزمها، كما أنه يقود عملية تنمية اقتصادية واجتماعية وبناء حضاري كبير، وقد سخر -حفظه الله- إمكانات مادية لتحقيق هذا المشروع الذي أرسى الدعائم لمستقبل أفضل لوطننا ولأجيالنا القادمة بإذن الله لكننا نواجه أيضاً تحديات جسيمة أهمها -كما أشرتم- هذه الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة من حولنا التي تتطلب منا جميعاً اليقظة والحذر والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة أسرة واحدة على قلب رجل واحد وألا نسمح بفتح أي ثغرات للفتن التي أودت بالأمم من حولنا. تلاحمٌ فريد * كل منصف يبهره التلاحم الرائع عندنا بين الراعي والرعية.. ما الذي تستشعره من ذلك ونحن نستروح عبق الذكرى ال 88 لتأسيس هذا الكيان الكبير؟ - هذا إرث تليد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه إلى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- الذي أراد أن تقوم هذه الدولة على مفهوم الأسرة الواحدة المترابطة المتراحمة؛ فقد ربى أبناءه على هذا النهج وطبقه عملياً فالملوك المتعاقبون غرسوه في الذين من بعدهم حتى يومنا هذا في المملكة ولله الحمد. ونحن جميعاً نعرف الملك سلمان -أيده الله- لأكثر من 50 عاماً كأحد أهم الشخصيات في القيادة السعودية وهو دون شك أحد صناع نهضة المملكة الحديثة.. فقد واكب مراحل طفرة البناء والتحديث الاقتصادي والعمراني منذ بداياتها، وكان بالفعل قائداً ملهماً لكثير من المبادرات الطموحة التي أصبحت واقعاً ملموساً على شكل مشروعات كبرى في مجالات البنيات التحتية والعمرانية والصناعية والتعليمية. ومن أهم ملامح الإنجازات في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الحملة الجادة لمحاربة الفساد وتصميم خادم الحرمين الشريفين على استئصال هذا الداء، وحماية المال العام من كل عبث، وتسخير جميع الموارد في خدمة تنمية الوطن ورفاهية المواطن؛ ولهذا الأمر أكبر الآثار الإيجابية في تعزيز قيمة المواطنة لدى الجميع، وتعزيز الشعور بالغيرة الصادقة على كل منجز وطني. أما على الصعيد الاقتصادي فقد انطلقت بتوجيهاته السامية رؤية المملكة 2030، كثمرة لجهود علمية هائلة -تحت إشراف مباشر من سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- بمشاركة عقول سعودية متميزة وذات مخزون كبير من العلم والخبرة المتخصصة، حيث تبشر الرؤية الطموحة بإعادة هيكلة جذرية لبنيات اقتصادنا الوطني والاستفادة من كل الإمكانات من خلال تطوير قطاعات جديدة تكون رافداً قوياً للاقتصاد بما يحررنا من اعتمادنا على مصدر الدخل الواحد النفط. أولويات وطنية * كيف تنظرون إلى الاهتمام الفائق الذي يحظى بها قطاع التعليم وقطاع الصحة في هذا العهد الزاهر؟ - نحمد الله على ما تحقق من إنجازات خلال مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل تتميز على كثير من الدول بقيمها الدينية وتراثها وحمايتها للعقيدة الإسلامية وتبنيها الإسلام منهجاً وأسلوب حياة حتى أصبحت ملاذاً للمسلمين، وأولت الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين جل اهتمامها ورعايتها وبذلت كل غال في إعمارهما وتوسعتهما وانفقت عليها مئات المليارات بشكل أراح الحجاج والزائرين وأظهر غيرة الدولة على حرمات المسلمين وإبرازها في أفضل ثوب يتمناه كل مسلم. ولقد دأبت حكومة المملكة منذ إنشائها على نشر العلم وتعليم أبناء الأمة والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة وعنايتها بتشجيع البحث العلمي وصيانة التراث الإسلامي والعربي وإسهامها في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية وشيدت لذلك المدارس والمعاهد والجامعات ودور العلم. ما حققت المملكة العربية السعودية سبقاً في كل المجالات وأخص منها المجال الصحي.. فلقد شهدت المملكة نهضة صحية كبرى أصبحت مضرب المثل وأخذت بأسباب التقنية الحديثة في برنامج يربط مستشفيات المملكة بالمراكز الطبية والجامعية المتخصصة عبر الأقمار الصناعية على مدار الساعة الأمر الذي يزيد من فرص الاطلاع المعرفي ومن سهولة الاستعانة بآراء طبية أخرى تمكّن من تشخيص بعض الحالات التي ربما كانت في السابق تتطلب سفراً شاقاً للحصول على مثل هذه الخدمات. رسائل في عرس الوطن * إذا كانت لديك رسائل في هذه المناسبة الغالية فما هي؟ وإلى من توجهها؟ - إذا سألتم أي مواطن السؤال نفسه فسوف يجتمع لديكم مجلدات مليئة بالوطنية الصادقة والوفاء الخالص لقيادتنا الحكيمة. وأنا مثل سائر هؤلاء المواطنين قلبي يفيض بالمشاعر وعقلي يحمل كثيراً من الأفكار التي قد تسهم في مسيرة مجتمعنا الذي يعشق التطور ومزاحمة الكبار في هذا الكوكب. لكن المجال ضيق، ولذا سأكتفي برسالتين، أولاهما إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي بإيجاز: جزاك الله خيراً يا مولاي عن شعبك الذي يحبك وعن أمتك التي تذود عن حِماها.. وعن الإنسانية التي تبذل لها من الخير والسلام ما لا يقدر عليه قادة كثر في عصرنا مجتمعين. ولو لم يكن لك يا سيدي إلا عاصفة الحزم بدلالاتها الإستراتيجية ونتائجها الحاسمة في ردع الأعداء وقهر الحاقدين، لكفاك ذلك مجداً!! فكيف والقلم لا يستطيع مجاراة ما حققته لنا في ثلاث سنوات في كل مجال حتى بتنا أنداداً لأكبر وأقوى دول العالم؟ سر على بركة الله يا خادم الحرمين الشريفين فالسعوديون وراءك يقفون صفًّا متراصًّا وهم مستعدون لبذل الأرواح قبل الأبدان! الرسالة الأخرى لأبنائنا الأبطال في الحد الجنوبي: سلمكم الله أيها الفرسان الأشداء ونصركم على خفافيش الحقد والمكر والقبح.. وتقبل الله من استشهد منكم.. وعافى الجرحى.. وأعادكم إلينا سالمين غانمين.. نرفع رؤوسنا بكم فقد برهنتم للصديق والعدو أن هذا البلد لا يضم فوق ترابه إلا مواطنين مخلصين في ساعة الحسم وعند الشدائد لا يجرؤ مخلوق على الاقتراب من ثرى بلدهم الطاهر! دعاء الوفاء * كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار؟ - نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة -أيدها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بهذه المناسبة الغالية، ولكافة المواطنين، سائلين الله أن تعود علينا هذه الذكرى الطيبة وبلادنا ترفل دائماً في ثوب الأمن والاستقرار والرخاء، في ظل قيادتنا الرشيدة. وبهذه المناسبة الغالية نجدد العهد والولاء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. ونسأل الله العلي القدير أن يعيد علينا هذه الذكرى ووطننا في مزيد من النمو والازدهار والأمن والإيمان والاستقرار والرخاء وأن يحفظ ولاة أمرنا ذخراً لوطنهم وشعبهم.
مشاركة :