تجاهد أعداد من الأسر المنتجة بتسويق منتجاتها المنزلية وسط منافسة العمالة الأجنبية، وكذلك عقوبة الجهات الرقابية بسبب عدم وجود تراخيص نظامية للبيع في الأماكن العامة، متحدين في الوقت نفسه ثقافة البيع. وتنوعت منتجات تلك الأسر في شاطئ نصف القمر بالخبر ما بين بيع (الجريش، المرقوق، الهريس، المكرونة، المعجنات، الكشري، ورق العنب، الذرة والبطاطس المشوية، والكيك، والحلويات، والبهارات، وبعض المنتجات الزراعية والمنتجات الجلدية والخزفية الأخرى). ومع بدأ فصل الشتاء وتوجه العائلات إلى الشواطئ عززت هذه الأسر المنتجة من تواجدها في بيع شتى متطلبات التنزه إلا أنهم يعانون من عدم تخصيص مواقع لهم من قبل بلدية الخبر، وكذلك المعاناة الحقيقية في العقوبات التي تفرضها الجهات الرقابية بسبب عدم وجود تراخيص رسمية، بالإضافة إلى منافسة العمالة الأجنبية. وطالبوا بتخصيص مواقع للأسر المنتجة على الشواطئ وتجهيزها، مؤكدين أن لديهم الاستعداد لدفع رسوم رمزية بهدف البقاء وتنظيم العمل والبعد عن التهديدات والعقوبات من قبل الجهات الرقابية، على أن بلدية الخبر أكدت بأن إجراءات التراخيص للأسر المنتجة على شاطئ نصف القمر تحت الإجراء وفق النظام وسيعلن عنه قريباً. وأكدت الأسر المنتجة ل"الرياض" أن ثقافة العيب انتهت وجاء وقت الاعتماد على ما تمتلكه الأسرة من قدرات في تصنيع أو بيع منتجاتها، بينما أكد عدد من الزوار بأنهم يثقون في شراء منتجات تلك الأسر إلا أنهم يحتاجون إلى المزيد من النصح واتباع وسائل السلامة، وكذلك الحفاظ على البيئة وتقديم منتجات صحية بعيدة عن الملوثات. وتقوم الأسر بتصنيع أو طبخ منتجاتها في المنزل وتقدمها بشكل منظم ومغلف وتقوم ببيعها، وقالوا في حديثهم إن عدم توفر مواقع مخصصة لتصنيع أو طبخ وتجهيز المنتجات يعرضهم للخسائر، حيث تحدثت أم يوسف والتي تقف جنباً إلى جنب مع زوجها المتقاعد وابنهما الذي يبلغ من العمر 12 عاما عن معانتهم مع الجهات الرقابية وحاجتهم إلى مواقع مخصصة ومرخصة لبيع منتجاتهم، مضيفة "نبيع الجريش والهريس وعدداً آخر من الأكلات الشعبية التي يقف كثير من المرتادين لشاطئ العزيزية في طابور منظم من أجل الشراء، وكذلك شراء بعض الأعمال اليدوية والبخور والجلديات"، موضحة أن الإقبال على منتجاتهم كبير ويطمحون إلى توسيع تجارتهم في المستقبل في حالة توفر المتطلبات الأساسية من قبل الجهات المختصة. من جانبه قال أبو يوسف إن الدخل جيد ويفي بمتطلبات الحياة مضيفاً: "نراعي الله في تجارتنا والحمد لله لدينا زبائن في الموقع ويطلبون منتجاتنا دائماً ونحن سعداء بما نحظى به من تشجيع من قبل السعوديين والذين دائماً يحثوننا على الاستمرارية وتقديم الأفضل". والغريب أن هذه الأسر المنتجة تقف في صف واحد متكاتفين متعاونين في خدمة الزبائن كل فيما ينتجه ويتميز فيه، وكانت أم محمد وابناها يقدمون أكلات شعبية "قصيمية"، لافتة إلى أن السوق الشعبي يلاقي إقبالاً من الزوار والمرتادين أيام عطل نهاية الأسبوع، متأملة أن يتم نقلهم إلى المكان المخصص للسوق الشعبي في شاطئ نصف القمر، وأن البلدية تمنعهم من البيع في شاطئ العزيزية بحجة أنها أملاك خاصة. وفي مكان ليس ببعيد يقف فيصل العنزي وهو شاب في العقد الثالث من العمر وابنه تركي يقدمون شاهي الكرك، وبعض الأكلات الشعبية الخفيفة مثل الذرة والبطاطس المشوية، وقدم شرحا عن منتجاته التي يبيعها وقال "إن هذه المهنة جميلة ومشجعة وتجني عليه يوميا تقريبا 500 ريال، إلا أنه يتمنى أن يكون لديه دخل ثابت فهو عاطل عن العمل ولديه عائلة تسكن بالإيجار، مما حدا به لامتهان هذه المهنة الشريفة التي لقي فيها كل الدعم من أصدقائه وكل الزوار في شاطئ العزيزية". أبو فيصل وأم فيصل تقاسما رغيف الحياة منذ 45 عاما، وهاهما الآن يتقاسمان الدخل بعد تقاعد أبو فيصل منذ سنوات ويقدمان المعجنات وورق العنب والمرقوق والجريش والكشري وغيرها من الأكلات الشعبية الأخرى. وبينما وجد ناصر "عاطل" متعته بين دلال القهوة وأباريق الشاهي وهو يجني مبلغا يسد رمق العيش، متمنيا أن يتم نقل هذه الأكشاك أو المحلات البسيطة إلى مكان مصرح لهم من أجل البيع بدلا من الخوف والتوجس من البلدية التي تقوم أسبوعيا بجولات تفتيشية ومنع عمليات البيع وقد تصل إلى مصادرة بعض البضائع والأدوات في أغلب الأوقات. وطمأن رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملا الباعة بأن الأمانة وافقت على إيجاد أرض للأسواق الشعبية المفتوحة على شاطئ نصف القمر، وهي في المراحل الأخيرة، وسيتم السماح لهم بالبيع على أن يكون هناك رقابة يومية وزيارات مفاجئة، ومن أهم الاشتراطات التي تحرص عليها الأمانة هي الالتزام بالنظافة في الأكل، وسيتم متابعة كل ذلك من بلدية الظهران.
مشاركة :