رفضت ايران بشدة الجمعة الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لطهران بحيازة مخزن سري للأسلحة النووية، مؤكدة أن الدولة العبرية هي الوحيدة في المنطقة التي تملك برنامجاً نووياً سرياً. في خطابه الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة شن نتانياهو هجوماً على الجمهورية الإسلامية وعرض صوراً تظهر بحسب قوله «موقعاً سرياً لتخزين أسلحة نووية»، وتوعد بألا تسمح اسرائيل لايران بتطوير أسلحة نووية. وقال نتانياهو وهو يلوح بخارطة «اليوم أكشف للمرة الأولى أن ايران لديها منشأة سرية أخرى في طهران، مخزن سري للأسلحة النووية لتخزين كميات هائلة من المعدات والمواد من برنامج ايران السري للأسلحة النووية». ورفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجمعة الاتهامات الإسرائيلية. وكتب في تغريدة على تويتر «لن يؤدي أي عرض هواة أبداً إلى إخفاء واقع أن اسرائيل هي النظام الوحيد في منطقتنا الذي يملك برنامجا للأسلحة النووية سرياً وغير معلن». ودعا ظريف اسرائيل إلى فتح برنامجها «غير الشرعي للأسلحة النووية أمام مفتشين دوليين». وكان نتانياهو قال في خطابه الخميس أيضاً إن «إيران لم تتخل عن هدفها تطوير أسلحة نووية». وأضاف أن «اسرائيل لم تسمح أبداً لنظام يدعو إلى تدمير، بتطوير أسلحة نووية، لا الآن ولا بعد عشر سنوات ولا في أي يوم». وأكد أن «ما تخفيه إيران ستجده اسرائيل». كان ظريف صرح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بعيد خطاب نتانياهو أنه على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «يوضح كيف يمكن لإسرائيل النظام الوحيد الذي يمتلك أسلحة نووية في المنطقة، أن تنشر بهذه الوقاحة ادعاءات من هذا النوع ضد بلد صادقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرات عدة على برنامج السلمي؟». وتابع أن «الهدف الوحيد هو إخفاء واقع أن اسرائيل هي التهديد الأكبر في المنطقة ونتانياهو شخصياً كان في منشأة تنتج أسلحة نووية وتهدد بالقضاء على دول أخرى». اتهم نتانياهو عملاء إيرانيين أيضاً بالتآمر لشن هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا وأكد أن ايران هي «معتد في الشرق الأوسط». كما اتهم نتانياهو النظام الإيراني بقمع شعبه بقسوة منذ أربعة عقود، وبتأجيج العنف في العراق وسوريا وبتسليح حزب الله في لبنان وتمويل حركة حماس في قطاع غزة وبإطلاق صواريخ على السعودية. وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي أوروبا على سياسة «التهدئة» التي تتبعها، مستخدماً كلمة تشير في التاريخ إلى تردد العواصم الأوروبية في الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية. وقال نتانياهو «ألم يتعلم هؤلاء القادة الأوروبيون شيئاً من التاريخ؟ هل سيستيقظون يوماً؟»، وأضاف «نحن في اسرائيل لا نحتاج إلى دعوة توقظنا لأن إيران تهددنا كل يوم». وصرح نتانياهو إن اسرائيل تعبر عن «شكرها العميق" لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على انسحابها من الاتفاق الإيراني، مؤكداً أن هذا الاتفاق كانت «نتيجته غير المقصودة» تقريب اسرائيل من العرب. وأضاف «بتعزيز قوة إيران، قرَب الاتفاق اسرائيل من عدد من الدول العربية اليوم أكثر من أي وقت مضى بطريقة ودية لم أر مثلها في حياتي وما كان من الممكن تصورها قبل بضع سنوات فقط». وتعارض اسرائيل بشدة الاتفاق النووي الايراني المبرم بين القوى الكبرى وايران عام 2015 وهنأت الرئيس الأميركي على الانسحاب منه في مايو الماضي. وأتاح ذلك الاتفاق انهاء سنوات من عزلة ايران عبر رفع قسم من العقوبات الاقتصادية الدولية عنها، وفي المقابل تعهدت الجمهورية الإسلامية بالحد من أنشطتها النووية لكي تقدم ضمانات بأنها لا تسعى إلى امتلاك السلاح الذري.
مشاركة :