بدأ الصراع بين مرشحي انتخابات مجلس النواب في مصر مبكرا، ورغم عدم الإعلان رسميا عن موعد إجراء الانتخابات، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت انتشار لافتات الدعاية للمرشحين بشكل لافت، وبدأ عدد من الأشخاص في طرح أسمائهم وبرامجهم على الناخبين في دوائرهم. ورأى مراقبون أن الانتخابات المنتظرة سيغلب عليها الطابع الفردي لا سيما في ضوء قانون الانتخابات الجديد الذي منح أغلبية المقاعد للنظام الفردي. وقالوا: إن البرلمان المقبل سيعد من أخطر البرلمانات في تاريخ البلاد، لما يمر به الوطن من أحداث خلال الفترة الحالية. إلا أنهم لم يستبعدوا أن تؤدي الصراعات بين الأحزاب وغلبة النظام الفردي إلى التأثير سلبا على عمل البرلمان. وطالبوا كل من يتقدم للترشح أن يكون جديرا بهذا المنصب. وبعيدا عن دوائر العاصمة، فإن المحافظات المصرية تشهد أشكالا كبيرة ومتعددة من الدعاية الانتخابية، تعتمد بعضها على القبلية والعصبية كما في محافظات الصعيد، وربما المال السياسي في عدد من المحافظات الأخرى، وبدأ عقد المؤتمرات الكبرى التي ينظمها المرشحون معتمدين على وجود أصدقائهم من المشهورين سواء رياضيا أو سياسيا أو حتى إعلاميا في دوائرهم، وهناك نوع آخر من الدعاية يتم حاليا وهو نظافة وتشجير وإعادة دهان بعض الميادين والمباني. وتعتبر لافتات فلول الحزب الوطني من طراز «خمس نجوم» مقارنة بالمستقلين، وتنتشر لافتاتهم المضيئة بأحجام كبيرة في عدد من الميادين. أما في القرى، فقد اكتفى المرشحون باللافتات القماش، كما ظهر نوع آخر من الدعاية يطلق عليه «مرشحو تخليص المصالح»، ويتواجد العديد من هؤلاء الذين يذهبون إلى القرى للتعرف على مشاكل مواطنيها، والذهاب إلى المسؤولين لقضاء المصالح اعتمادا على علاقاتهم، سواء كانت علاقات عمل أو مصالح شخصية أو صداقات وصلة قرابة. بينما لم تستطع الأحزاب التي يطلق عليها الشارع المصري «الأحزاب الكرتونية» بلورة دعاياتها الانتخابية حتى الآن، فيما ظهرت لافتات لوجوه جديدة على الساحة المصرية. وتعتبر محافظات الصعيد (المنيا، أسيوط، سوهاج، الأقصر، وأسوان) من أكثر المحافظات التي تنتشر فيها العصبية القبلية، والتي استحوذت على عدد كبير من مقاعد مجلسي الشعب والشورى في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لسنوات عديدة. وأعلن عدد من شباب محافظات الصعيد تصديهم لرموز الحزب الوطني والإخوان، مشددين على عدم عودتهم مرة أخرى للاستحواذ والهيمنة على المقاعد البرلمانية، متهمينهم بإفساد الحياة السياسية.
مشاركة :