.. تزعجنا دائما الأخبار التي تحمل تصاعد نسبة حالات الطلاق بين المتزوجين والتي وصلت فيما أذكر إلى حوالي 40% من حالات الزواج. والذي لا شك فيه أن الطلاق لم يكن ليحدث إلا بسبب مشكلة وهنا يقتضي الأمر البحث عن سبب المشكلة والعمل على حلها . في العديد من المناسبات عزوت المشكلة لعدم تقدير الزوج أو الزوجة للمسؤولية .. أو لأن الاثنين اعتبرا الزواج تجربة، وأنهما لم يتكلفا أي قدر من الخسارة المالية لأن الوالد مليء اليد .. أو أنه احتمل الدين ليفرح بزواج ابنه! كل ذلك كان بعض ما عزوت إليه سابقا سببا للطلاق .. لكنني اليوم اكتشفت ما لم يكن لي على بال. فقد نشرت «الشرق» بعدد يوم الأربعاء 26/2/1436هـ تحت عنوان: «322425 سعودية يتزوجن في عمر 15 سنة». والخبر يعالج الموضوع من الناحية الشرعية حيث قال المتحدث باسم هيئة حقوق الإنسان الدكتور إبراهيم الشدي: إن فتوى مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ بزواج الفتيات دون سن الـ 15 عاما لا يتعارض مع ما قامت به المملكة بالتوقيع عليه من اتفاقية حقوق الطفل. ثم يكشف الخبر بعد ذلك الحقيقة المذهلة بما نصه: وكانت نتائج البحث الديموجرافي الأخير التابع لمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات قد أظهرت أن مجموع عدد النساء اللاتي تزوجن في عمر 15 سنة بلغ 322425، واحتلت الرياض المرتبة الأولى بـ 80219، تليها مكة المكرمة 68517، ثم المنطقة الشرقية 50058، وعسير 23737، والمدينة 22474، وحائل 7205، وجازان 18945، والباحة 7988. وبينت نتائج المسح أن نسبة السعوديات اللاتي سبق لهن الزواج وتزوجن للمرة الأولى قبل عمر العشرين 45.2% مما يعني أن من بين كل 100 امرأة سعودية تزوجت هنالك 45 امرأة تزوجت قبل عمر الـ 20. إن الزواج مسؤولية .. ومسؤولية مشتركة والذي يكشفه هذا الخبر أن لصغر السن أثرا في اتخاذ القرار بالرغبة في الزواج ، وكذا في سرعة الانفصال مع نزغ الشيطان الذي لا شيء يسره كطلاق الرجل من امرأته . ولذا فإن من واجب رب الأسرة – أي أسرة – أن لا يستجيب لهوى ابنه ورجاء ابنته بالزواج المبكر فإن ذلك مجرد هوى لا يستقيم والمسؤولية التي على الزوج أن يتحملها ، والتكافل المفروض على الزوجة ، والله الهادي إلى خير السبيل. السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق».
مشاركة :