حلقت طائرة الركاب السوفيتية "إيل-96"، في 28 سبتمبر عام 1988، في أول رحلة جوية لها، وحال تفكك الاتحاد السوفيتي دون أن تصبح البديل لطائرة الركاب المدنية "إيل-86". وفي عام 2014، خرجت طائرة "إيل-96" نهائيا من أسطول شركة "أيروفلوت" (الخطوط الجوية الروسية). وبقيت اليوم بضع طائرات من هذا النوع في أسطول الطائرات الحكومية الروسية، وفي شركة الطيران الكوبية "كوبانا". واتخذت الحكومة الروسية قرارا العام الماضي بتحديث الطائرة، ووظفت أموالا لإنتاج 7 طائرات مطورة من طراز "إيل-96-400 إم". وكان من المخطط أولا نصب محركات أمريكية التصنيع في طائرة الركاب "إيل-96"، لكن شركتي الطائرات الأمريكيتين "دوغلاس" و"بوينغ" اتخذتا موقفا مضادا متشددا، لعدم رغبتهما في تطوير طائرة يمكن أن تنافس طائراتهما المدنية. لذلك، أصبح مشروع تطوير "إيل-96" في تسعينيات القرن الماضي محكوما عليه بالفشل. واستطاعت شركة "إيليوشين" الروسية الحفاظ على المشروع بفضل دعم الحكومة الروسية التي وظفت أموالا لتصنيع الطائرة الرئاسية الخاصة التي تنقل الرئيس، فلاديمير بوتين. أما العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على صناعة الطائرات الروسية فأجبرت الحكومة على إنعاش المشروع والعودة إلى تطوير طائرة "إيل-96- 400 إم". وقررت الحكومة توظيف 53 مليون روبل (نحو 900 ألف دولار) لتصنيع نموذج تجريبي من الطائرة المطورة، سيشكل لاحقا أساسا لإنتاج 6 طائرات على دفعات بحلول عام 2020، بما فيها طائرتان لوزارة الدفاع الروسية. وقد تولى مصنع "فورونيج" الروسي للطائرات إنتاج الطائرة الجديدة التي ستتميز بأجهزة الملاحة والأجهزة الإلكترونية الحديثة. وستتزود الطائرات الأولى المنتجة صناعيا بمحرك "بي إس-90" الروسي الذي كان مخصصا للطائرات الحربية بعيدة المدى. لكن في المستقبل، يخطط لأن تتزود "إيل-96-400 إم" بالمحرك الواعد الروسي من طراز "بي دي-35"، بصفته نسخة مطورة للمحرك الذي تتزود به حاليا طائرات الركاب الروسية "إم إس-21" متوسطة المدى. وقال رئيس وكالة "أفيابورت" الروسية، أوليغ بانتيلييف، إن طائرة الركاب "إيل-96-400 إم" بعيدة المدى تعتبر بمثابة طائرة مدنية احتياطية، يمكن أن تحل محل طائرات الركاب الأجنبية التي توردها حاليا شركتا "بوينغ" و"إيرباص" إلى السوق الروسية، في حال رفض الغرب تزويد روسيا بها في إطار سياسة العقوبات الاقتصادية. وأضاف بانتيلييف أن "إيل-96-400 إم" يمكن أن تستخدم في الخطوط الجوية الروسية الداخلية وحتى الخارجية بنجاح، في حال تزويدها بمحرك جديد واستخدام المواد المركبة في إنتاج هيكلها وجناحيها، ما سيخفض من وزنها بنسبة 15%. المصدر: رامبلر
مشاركة :