سليمة لبال | تشير آخر التطورات في الصحافة الأميركية المكتوبة الى أن مستقبلها بات الآن بيد أثرياء سيليكون فالي، والدليل على ذلك اقتحام بعضهم لهذا العالم، وبينهم مارك بينيوف الرئيس المدير العام لمؤسسة Salesforce وزوجته لين، اللذان اشتريا مؤخرا مجلة التايم. ووفق صحيفة لوفيغاور الفرنسية، فإن مجلة التايم لن تكون جزءا من مؤسسة Salesforce، الرائدة في تطوير برامج الإدارة والعلاقة مع العملاء، حيث يتعلق الأمر باستثمار شخصي وفق العقد، الذي ينص على عدم تدخل الملاك الجدد، لا في إدارة المجلة ولا في خطها التحريري. وفي عام 2018، قامت مجموعة مريديث بتملك شركة التايم، مقابل ملياري دولار، وكانت واضحة في نواياها، حيث أكدت أن ما يهمها هو مجموعة المجلات النسائية فقط، فيما عرضت فورا عدة مجلات أخرى تابعة للمجموعة للبيع مثل التايم وفورتشن أند ماني وسي اس بي بلاس علاوة على المجلة الرجالية سبورتس إيلو سترايتد. وانتهز الزوجان بينيوف الفرصة وقدما عرضا منطقيا لتملك المجلة الأيقونة، التي لا تزال تعاني وتحتاج الى دعم كبير. توجه جديد وبينيوف ليس الوحيد الذي خطا هذه الخطوة في عالم الصحافة، فقد سبقه عدد من الأثرياء الذي قرروا إنقاذ الصحافة الأميركية المكتوبة. فجيف بيزوس المؤسس والرئيس المدير العام لأمازون هو من دشّن هذا الاتجاه، بقراره تملّك الواشنطن بوست مقابل 250 مليون دولار في عام 2013، وتبعته لورانس باول جوبز أرملة مؤسس أبل، حيث تملكت العام الماضي أغلبية رأسمال مجلة أتلانتيك من خلال شركتها إيمرسون كولكتيف. وخلال الصيف الماضي اشترى الدكتور باتريك سون شيونغ، الذي بنى ثروته من قطاع البيوتكنولوجيا، لوس انجلوس تايمز مقابل 500 مليون دولار، ويتردد في الولايات المتحدة الأميركية، انه يعتزم تملّك المجموعة الاعلامية ترونك، الناشرة لشيكاغو تريبيون. هل تصمد الاستقلالية؟ ساهمت هذه الأموال القادمة من الساحل الغربي الأميركي بانتعاش الإصدارات الصحافية، وارتفاع عدد موظفيها بعد عشر سنوات من المعاناة. وينتظر ان توظف مجلة اتلانتيك على سبيل المثال 100 موظف جديد هذا العام، من بينهم حوالي 50 صحافيا. والى غاية الآن لم يتدخل أي ثري قادم من قطاع التكنولوجيا، في السياسة التحريرية للصحيفة التي تملّكها، لكن لا يعرف ما إذا كان هذا الالتزام سيصمد أم ان الأمر يتعلق بموضة عابرة فقط؟
مشاركة :