المشاكل تطارد الأفريقي التونسي من كل حدب وصوب

  • 9/29/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - يلوح موسم النادي الأفريقي صعبا وغامضا، فرغم أن كل المؤشرات الأولية كانت توحي أن الفريق سيتجاوز بسرعة كل هناته ومشاكله، إلا أن العكس قد حصل إلى حد الآن. لقد أنهى الأفريقي الموسم الماضي كأبهى ما يكون، حيث تمكن من التتويج بكأس تونس للموسم الثاني على التوالي كما نجح في انتزاع المركز الثاني المؤهل للمشاركة في دوري الأبطال. بعد ذلك تم تنظيم الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد، لينجح عبدالسلام اليونسي في كسب العدد الأكبر من الأصوات ويستلم المهمة وسط توقعات مفرطة في التفاؤل بقدرة الفريق على تحقيق “موسم استثنائي” يحصده خلاله بعض التتويجات. سارت الأمور في البداية بشكل هادئ، بل انبرت الإدارة الجديدة للإعداد للموسم الجديد، فتم التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين ووقع انتداب المدرب البلجيكي جوزي ريغا. شرع الفريق مبكرا في تحضيراته للموسم الجديد، قبل أن تبدأ المناسبات الجدية ضمن الدوري التونسي الممتاز، غير أن البداية جاءت عكس التوقعات، فالفريق لاح بوجه شاحب، وبدأت تتسرب الشكوك بخصوص جاهزيته لتحديات الموسم الجديد. خاض الفريق بعد مباراتين ضمن الدوري ولم يتحسن الأداء كثيرا، بل كانت المحصلة ضعيفة ومحبطة جدا لأنصار النادي، فالفريق لم يجن سوى 4 نقاط واحتل مركزا متأخرا في الترتيب العام. لقد كانت “الضربة” موجعة نسبيا، فكل الآمال والطموحات الكبيرة باتت مجرد “أضغاث أحلام”، وكل التوقعات الموغلة في التفاؤل تحولت إلى واقع لا يوحي بأن الفريق قادر هذا الموسم على المراهنة بجدية على الألقاب أو تحقيق إنجازات مماثلة لما حققه خلال الموسم السابق. بيد أن المدرب البلجيكي ريغا، سار عكس التيار، وأوضح بعد النتائج السلبية خلال المباريات الأخيرة أن فريقه لديه قدرات تخول له تدارك كل ما فاته وتحقيق الانتفاضة المنشودة، قائلا في تصريحه لـ”العرب”: “لقد تأثر الفريق كثيرا بغياب عدد كبير من اللاعبين في بداية التحضيرات لهذا الموسم. هذه الغيابات لم تساعدنا على تحقيق البداية المنشودة، لكن مع مرور الوقت وتتالي المباريات أعتقد أن فريقي سيقدم مردودا أفضل بكثير وسيقدر على الذهاب بعيدا في منافسات هذا الموسم”. المدرب ريغا سار عكس التيار، وأوضح بعد النتائج السلبية أن فريقه لديه قدرات تخول له تدارك كل ما فاته وقبل أيام قليلة كان الأفريقي مهددا بالدخول في “نفق مظلم” من الصعب الخروج منه، فالفريق مازال إلى اليوم يعاني من “إرث” أثقل كاهله كثيرا، فخلال المواسم الأخيرة رفع عدد من اللاعبين والمدربين السابقين قضايا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد الفريق، مطالبين بالحصول على تعويضات من النادي الذي لم يلتزم بالعقود المبرمة. من سوء حظ الأفريقي أن سياسات الإدارات المتعاقبة كانت فاشلة وهو ما تسبب في خسارته أغلب القضايا المرفوعة ضده ليصبح بالتالي مطالبا بدفع مبالغ طائلة قدرت بحوالي 4.5 مليون دينار يجب دفعها للفني الهولندي رود كرول مدرب الفريق السابق والعديد من اللاعبين، لسعد النويوي، ياسين الميكاري، ستيفان ناتر وبسام الصرارفي. إضافة إلى هذه المستحقات، فإن الديون الإجمالية بلغت حوالي 30 مليون دينار، وهو الأمر الذي دفع الإدارة الحالية للبحث عن حلول لتجاوز هذه المشاكل المالية وعدم التركيز بشكل كبير على إنجاح مسيرة النادي، الأمر الذي تسبب في تراجع نتائج الفريق في بداية هذا الموسم.الأكثر من ذلك أن الأفريقي يتعين عليه دفع التعويضات للاعبين والمدرب كرول قبل موفى هذا الشهر، حيث منحه “الفيفا” مهلة تنتهي يوم 30 سبتمبر 2018، بيد أن الإدارة لم تقدر على جمع المبلغ المطلوب، ومن حسن حظ الفريق أن الاتحاد التونسي لكرة القدم تدخل لدى الفيفا التي وافقت على تمكين الأفريقي من مهلة جديدة، ليتجنب بذلك مبدئيا عقوبة خصم 6 نقاط والإقصاء من المشاركة في المسابقة الأفريقية. في خضم هذه المعطيات أكد مجدي الخليفي نائب رئيس الأفريقي لـ”العرب” أن إدارة النادي مقرة العزم على خلاص هذه الديون، قبل أن يستطرد بالقول “الإدارة الحالية لا تتحمل مسؤولية هذه الديون، لكنها ساعية إلى إيجاد الحلول، والمداخيل الحالية ضعيفة للغاية، لكننا نأمل بأن نتجاوز كل هذه المشاكل قبل موفى هذا العام”. وربما لم تكن الديون “العاجلة” سببا مباشرا في تدهور نتائج الفريق، حيث يعتقد بعض الملاحظين أن الإدارة الحالية لم تنجح في تعويض اللاعبين الذين غادروا الأفريقي في نهاية الموسم الماضي، ويرى بعض المحللين والمهتمين بالشأن الرياضي في تونس أن الانتدابات الصيفية لم تكن مدروسة بالشكل المطلوب، فأغلب اللاعبين الجدد لم يقدموا بعد أي إضافة ومعظمهم لم يشارك في أي مباراة رسمية. هذا الأمر ساهم في مرور الفريق بفترة فراغ قد تطول إذا لم يتمكن المدرب الحالي ريغا من إيجاد التوليفة المناسبة، ولعل اقتراب موعد بداية منافسات دوري أبطال أفريقيا في النسخة الجديدة قد يتطلب بالضرورة البحث عن الاستقرار المنشود والنأي عن المشاكل المالية والإدارية التي لاحقت الفريق طيلة سنوات. وفي هذا السياق يرى الصحافي التونسي خليل بلحاج علي أن الفريق لم يؤكد أنه استثمر جيدا في سوق الانتقالات الصيفية بدليل عدم قدرة اللاعبين الجدد على الظهور بشكل جيد، مضيفا بالقول في تصريحه لـ”العرب” “باستثناء العائد أسامة الدراجي الذي قدم بعض المؤشرات الواعدة فإن بقية المنتدبين في الفريق لم ينجحوا في تقديم أداء جيد، لذلك تأثر مستوى الأفريقي”.

مشاركة :